أعرب الناقد الدكتور يسري عبد الله ، أستاذ الأدب الحديث والنقد بجامعة حلوان عن دهشته من أنه وبعد ثلاث سنوات من ثورة يناير 2011 ، يحاول البعض إقامة قطيعة بينها وبين ثورة يونيو 2013 ، في تحد صارخ لمشاعر الجماهير ودمائها التي سالت من أجل غد مصري أكثر جمالا وحرية وإنسانية. وقال عبد الله "الثورتان تتكاملان وتؤدي إحداهما إلى الأخرى ، فالمصريون الذين ثاروا على نظام مبارك القمعي الفاسد في يناير2011 فكسروا الاستبداد السياسي ، هم أنفسهم الذين ثاروا على نظام الإخوان الفاشي الرجعي المجرم في 2013 فكسروا الاستبداد الديني ، ومن ثم تبدو الثورة المصرية كيانا واحدا في مسيرة نضالات المصريين ضد كل حكم جائر. وأضاف : ربما تبدو أسئلة الثقافة مطروحة الآن أكثر من أي وقت مضى، فالفضاء العام بات مسرحا لمعركة حقيقية بين الأمة المصرية بتنويعاتها المختلفة ومؤسساتها الوطنية وعلى رأسها الجيش المصري الباسل من جهة، والجماعات الإرهابية الماضوية التي تريد اغتيال الوطن ذاته من جهة أخرى ، غير أن هناك غيابا هائلا للثقافة عن معركة الأمة في التصدي لجحافل التتر القادمين من براري الماضي وكهوف الرجعية فلم نر حضورا حقيقيا للثقافة في المواجهة، ويبدو الطابع الكرنفالي الاحتفالي مسيطرا على صيغة الثقافة الراهنة في امتداد للصيغة البائسة ذاتها والتي كرست للتحالف المشبوه بين الفساد والرجعية. وشدد على أن الواقع المصري المسكون بتحولات هائلة طيلة الوقت شهد زخما من نوع مختلف ، يتمثل في فنون معبرة عن روح الثورة كالجرافيتي ، أو حضورا لأفلام وثائقية مصنوعة بإمكانات مادية بسيطة ومسكونة بموهبة كبيرة على غرار فيلم "وناس" الذي صنعه مبدعون من شباب تيار الثقافة الوطنية المصرية ، فضلا عن وجود بعض الكيانات الثقافية المستقلة والتي تؤمن بأطروحة المثقف العضوي المؤمن بناسه والمنغمس في واقعه ، والتي تسعى لتخليق ثقافة طليعية تقدمية بحق معبرة عن روح الأمة المصرية وضميرها الجمعي.