تحت عنوان "التراث السوري بهجة وأخلاق ومحبة" واستمرارا لحملة "سورية بلدي" أقامت وزارة الثقافة بالتعاون مع رواق العرفي للثقافة والتراث احتفالية دينية ثقافية في خان أسعد باشا بدمشق القديمة أمس لتعريف أطفال مسار وقرى الاطفال إس أو إس بالتقاليد والعادات التي كان يتم من خلالها الاحتفال بعيد المولد النبوي قبل مئة عام. وتضمنت الاحتفالية في البداية حكاية روتها الجدة بتول باللهجة الشامية القديمة مأخوذة عن سيرة الرسول محمد عليه السلام وهي ترتدي الملاءة السوداء والنظارة ثم روى الحكواتي ابو عمر بلباسه الشعبي حكاية ملأى بالتشويق والعبر باسلوب مبسط ومحبب لدى الأطفال وقدمت فرقة العراضة الشامية فقرات من المبارزة بالسيف والترس ثم استعراضا شاركت فيه الخيول العربية الأصيلة بمصاحبة إيقاع الطبل والدف والمزمار وبعد ذلك قدمت فرقة المولوية رقصتها الشهيرة بالثياب البيضاء والزرقاء بمشاركة راقصين أطفال ورافقت الرقصة فرقة الإنشاد بأغانيها الدينية. ووجه ممثل وزارة الأوقاف بدر الدين الخطيب كلمة للأطفال شدد فيها على ضرورة اطلاعهم على التراث وضرورة اهتمام الأهل والمدارس بالعادات التراثية. ثم قامت وزيرة الثقافة الدكتورة لبانة مشوح بتوزيع صرر الملبس وكتيبات مصورة ورسوما تراثية للتلوين على الأطفال. وقالت الوزيرة في تصريح لـ سانا: إن "هذه الاحتفالية ليست مناسبة دينية فقط بل هي مناسبة ثقافية تجمع أبناء الوطن من كل حارة شامية بمختلف أطيافهم وآرائهم الاجتماعية ليتجسدوا في شخص واحد تجمعهم المحبة والألفة". وأضافت.. أن التراث هو هوية الأمة يجب أن نذكر به دائما وخير تذكير كان ما رأيناه في هذه الاحتفالية من وعظ وارشاد بأسلوب محبب يدخل قلوب الأطفال الذين عاشوا اليوم لحظات فرح لن ينسوها. وعبرت الوزيرة مشوح عن أملها في أن يعود الفرح الى جميع أطفال سورية مشيرة الى أن الوزارة تعمل باستمرار على اقامة مثل هذه الفعاليات حول التراث وأهميته ما يعزز قيم المحبة والتآخي والفرح والبهجة في ربوع الوطن. من جانبه قال حسين حيدر العرفي مدير رواق العرفي للثقافة والتراث المشرف على الاحتفالية إن " الهدف من الدعوة هو إظهار الهوية التراثية السورية لمحاربة الهجمة التكفيرية التي يتعرض لها بلدنا.. ونحن نستغل المناسبات الدينية والوطنية لتعريف الأطفال بتراث ابائهم وأجدادهم القائم على المحبة والتعايش والألفة بين جميع أطياف البلاد". وأضاف.. أن الاحتفالية توضح للأطفال كيف كان يتم الاحتفال بعيد المولد النبوي في دمشق قبل مئة عام وتبين من خلال حكايات الجدة كيف كان يتم الاحتفال داخل البيوت الدمشقية فيما تصور فقرة السيف والترس حالة الاقتتال والتناحر قبل الإسلام.. وفي ختام الاحتفال نعرف الأطفال بالضيافة التقليدية الشامية في مثل هذه المناسبات مثل ملبس المولد والعرقسوس والفول النابت والتماري كعك والليمونية.