لو عاد الزمن إلى الوراء فإن الفنان عبد الفتاح المزين لن يمتهن مهنة التمثيل لكونه فجع بالعاملين في هذه المهنة والقيمين عليها ... فالتمثيل برأيه مهنة حضارية وقيمة لكنه فوجئ بحجم الاساءات إليها. وفي مقابلة خاصة لـ سانا يقول الفنان الذي اشتهر بشخصية زاهي أفندي في مسلسل أبو كامل الذي جرى انتاجه في مطلع تسعينيات القرن الماضي إنه نادم على اختيار هذه المهنة وإن مسيرته الفنية خلال أكثر من ثلاثين عاما فيها الفرح وفيها التعب وفيها الصبر وفيها الحزن وخيبات الظن فيها مراحل متفائلة وأخرى متشائمة. وأضاف أنه لا يعتبر ما قدمه وما وصل اليه نجاحا بل هي محاولات وتجارب00وقال أطمح أن أقدم عملا أهم بكثير مما قدمته حتى الآن 00وبتقديري ما قدمته حتى الان كان دون المستوى المطلوب ودون طموحي وهذا لا يمنع أنني راض عن بعض المواقف ولكنني بشكل عام غير راض عن مسيرتي الفنية لكوني مفجوع وصادق في الوقت نفسه ولكن الوسط الفني لايقدر الصادقين بل يستقطب الناس ذوي الأساليب الملتوية. وكانت بدايات الفنان المزين في المسرح إذ قدم ما يزيد على أربعة وسبعين عملا مسرحيا بين محلي وعربي وعالمي ثم عمل في السينما23 عملا للقطاع الخاص وبعض الأعمال للمؤسسة العامة للسينما واشتهر بدوره في فيلم /القلعة الخامسة/.. وبعدها اتجه إلى العمل في الدراما التلفزيونية حيث برع في أداء الأدوار الشريرة المتنوعة ولكنها أدوار متميزة ترسخ في ذاكرة المشاهد وتجعله يتابعها بشغف رغم سلبيتها.. وقال في هذا الصدد.. إن شكلي المميز والمختلف يؤهلني لاتقان الأدوار السلبية ويجعل المخرجين يعطونني هذه الأدوار حتى صار 95 بالمئة من أعمالي مقرونا بالأعمال الشريرة. وأشار بكل ثقة إلى أن أدواره كلها مركبة دون استثناء موضحا أنه ما زال يحلم بأداء أدوار وشخصيات كثيرة ومتنوعة وكان يتمنى لو أتيحت له الفرصة للمشاركة في عدد من الأعمال التي أعجبته نصوصها ويعتبرها نصوصا ممتازة وهذا من النوادر في الأعمال التلفزيونية مثل الفصول الأربعة والأميمي وطالع الفضة وغيرها. وكان يتمنى أن تتم كتابة عمل خاص بشخصية زاهي أفندي التي نجح في أدائها بمسلسل أبو كامل حيث كانت وجبة شهية لم يشبع المشاهد منها وهذا ليس غرورا ففي دول كثيرة بالعالم عندما تكون هناك شخصية ملفتة تتم كتابة نص خاص بها ويتم تطويرها والبناء عليها. وفي مراجعة نقدية لأعماله يعتبر عبد الفتاح المزين المولود في حي العمارة بدمشق عام 1958 أن مشاركته في مسلسل زمن البرغوت سقطة لأن دوره فيه غير فاعل ويعترف أنه شارك في المسلسل خجلا من صاحب الشركة المنتجة وهو نادم على ذلك مؤكدا أن هذه الغلطة لن تتكرر. كما شارك المزين في عدد من الأعمال الإذاعية منها حكم العدالة ويقدم حاليا زاوية في اذاعة صوت الشباب يقول انها عمل يناقش مشاكل اجتماعية واقتصادية وسياسية باسلوب كوميدي ساخر من أجل توصيل المعلومة 00 ولاقت الزاوية ومدتها خمس دقائق فقط استحسان الناس ما شجعه على تقديم 450 حلقة حتى الآن. ويرى أن الدراما السورية في تراجع لأنها ابتعدت عن محاكاة الشارع وهموم الناس وصارت أكثر سطحية واستعراضا مثل مسلسل صبايا وروزنامة وفتت لعبت00 إلا أن الأمر لا يخلو من استثناءات ويعزو سبب هذا التراجع الى أن الحركة الدرامية السورية أصيبت بالغرور ظنا منها أنها تفوقت على الدراما المصرية في حين يكمل الطرفان بعضهما والشيء الحضاري ان يعترف الفنان بالطرف الآخر ولا ينظر الى نفسه فقط. وعبر عن أمله في أن يكون المنتجون للأعمال الدرامية السورية مسؤولين حقيقيين وأن يعملوا وفق ايديولوجية فنية وأن يكفوا عن تقديم أعمال عشوائية تتناسب مع أهوائهم داعيا الفنانين الى محبة بعضهم والترفع عن العداوات الشخصية. ويصف نفسه بأنه فنان مجتهد وهذا واجب على كل فنان حقيقي لأن مهنة الفنان هي شرفه ولا يمكن للإنسان أن يساوم على شرفه ناصحا الممثلين الشباب بأن يقوموا بواجبهم المهني من حيث الاهتمام بالمواعيد والالتزام بها وأن يبتعدوا عن الغرور وألا يسعوا الى الشهرة ويجعلوها هدفا لهم فهي تحصيل حاصل. وحول أعماله الحالية يقول انه اعتذر عن عملين أولهما مسلسل طوق البنات لكون العمل لا يناسبه ولا يرى نفسه فيه فضلا عن أنه لا يحب التكرار00 والثاني مسلسل /حمام الشام/الذي يجري تصويره في الخليج وقد اعتذر عن المشاركة فيه لأسباب خاصة ولديه عمل سيتم تصويره قريبا مع المخرج محمد عزيزية 00 إضافة إلى عمل جزائري يقرأ نصه دون البت فيه حتى الآن. وبالعودة إلى بداياته قال المزين إنه في أول يوم وقف فيه أمام الكاميرا لم يكن يتوقع أن يمتهن التمثيل وأن يصل إلى ما وصل إليه الآن وكان دوره يقتصر على أداء جملة واحدة فقط وفي المرة الثانية قام بتمثيل دور شرطي في مسلسل صح النوم الشهير ومن حسن حظه أن بدلة الشرطة كانت فضفاضة ما أخفى ارتعاشه وخوفه. ولنتعرف على جوانب أخرى من حياة الفنان المزين نكتشف شغفه بالفن التشكيلي قائلا00 ما لم أحققه في الدراما أحاول ممارسته في الفن التشكيلي منطلقا من المدرسة الواقعية الأقرب إلى الطبيعية وقد أقمت تسعة معارض خاصة في دول أوروبية وأحضر الآن للمعرض العاشر في السويد وأقمت ثلاثة عشر معرضا في سورية وبعت بعض اللوحات ولكن لا أجعل البيع هدفا للوحاتي00 وجدران بيتي مزينة برسوم استخدمت فيها مادة الموران التي تفردت فيها واسمها الطينة اليابانية التي اكتشفتها بالصدفة.