طالب الشيخ السعودي عبدالعزيز الريس، المشرف العام على شبكة الإسلام العتيق، كلاً من سلمان العودة ومحمد العريفي وعبدالعزيز الطريفي بمناظرة حول دعوات بعض المشايخ للشباب بالجهاد في سورية وغيرها من الدول وأكد دعاة سعوديون على وجود عدد من الدعاة المحرضين للشباب على التوجه للجهاد دون تحقيق ضوابطه الشرعية، وأنهم يلجؤون للتحايل في آرائهم حتى لا تتم إدانتهم. وتحدث الشيخ عبدالعزيز عن تناقضات لعدد من الدعاة حول التحريض للجهاد مؤكداً أن "التحريض هو تحميس الشباب للجهاد أحياناً يكون تصريحاً أو تلميحاً". وأشار الريس الذي كان يتحدث ضمن حلقة لبرنامج "الثامنة"، الذي يعده ويقدمه داود الشريان إلى أن بعض الدعاة الذين يحرضون الشباب على الجهاد "سياسيون"، بحيث إن أحدهم يدلي برأيين مع وضد حتى يتسنى له المخرج في حال تحقق ما هو ضده، فمنهم من قال إنه مع الذهاب لأفغانستان، ثم قال رأياً ضد ذلك حتى يستطيع التحايل". واستشهد بآراء الشيخ سلمان العودة والشيخ محمد العريفي كنموذجين على ذلك. تناقض بين أقوالهم واعتبر "الريس" أن من بين المحرضين من حرض بشكل صريح، ثم عاد ليقول كلاماً مخالفاً. وقسم حرض صريحاً ثم عاد بكلام غير واضح، مثل الشيخ سعد البريك. مؤكداً أن بعضهم "ذهب ابنه للجهاد فجن جنونه وطالب رجال الأمن بإعادته فهل دماء بقية المسلمين رخيصة". وأكد الريس أن "الناس مع شعيرة الجهاد بين إفراط وتفريط، فتأتي طائفة تنكر الجهاد كما يفعل اللبراليون والعلمانيون، وطائفة أخرى تنكر جهاد الطلب دون جهاد الدفع". مضيفاً: "الشريعة أتت بالجهادين، كما يقول سلمان العودة ويوسف القرضاوي وأمثالهما إنه لا يوجد في الشريعة إلا جهاد دفع ولا يوجد جهاد طلب، والدفع المقصود به هو رد العدو حال غزوه، أما مجاهدة الناس حتى يدخلوا في دين الله فهم لا يقرون ذلك، والشريعة أتت بهذين النوعين". وأضاف الريس: "نحن في الجهاد وسطيون. الشريعة لم تأذن بذهاب أحدٍ إلا بإذن ولي الأمر، وولي الأمر لا يأذن ولأن أرض سوريا أرض محرقة". لماذا هذا التغير في الموقف داخل شيوخ الافتاء في السعودية ان الحقيقة الاهم اليوم هي الجدل الدائر في السعودية حاليا بما يتجاوز مجرد برنامج اعلامي يدعو الى مواقف واضحة تمنع الشباب السعودي من التوجه الى محارق السياسة السعودية من افغانستان الى سورية. ضرخة تتجاوز الحالة الاعتباطية الى حالة مدروسة ومقصودة تحضر الجمهور لما يجري من تحولات عميقة في السعودية في المرحلة المستقبلة . تحولات تشهد انكسارًا وتراجعًا وانحسارًا لتيار سياسي ضمن العائلة المالكة عد لفترة طويلة التيار الاكثر تطرفا ومغامرة في السعودية والحديث هنا تحديدًا عن تيار بندر بن سلطان وسعود الفيصل بعد تحذيرات واسعة من انقلاب السحر على الساحر وهو ما بدات بشائرة بالظهور والمخاوف من عودة الاوضاع التي سادت مع عودة الافغان والعرب مرة اخرى بعد الرجوع المحتمل لأعداد كبيرة من الشبان من سورية والعراق وأفغانستان والشيشان وهو ماتتوقعه دراسات أمنية نظرًا الى الارضية الخصبة في البلاد بسبب الضخ الوهابي . مؤشرات تقهقر تيار بندر المتواري حاليًا عن الانظار في واشنطن بذريعة المرض بدات مع تسلم السفير الأميركي روبرت فورد من السعودية مفاتيح مايسمى بالجبهة الإسلامي المكونة من سبع فصائل مسلحة في سورية .وتولى فورد عمليًا قيادة الجبهة الإسلامية في حربها ضد ما يعرف بتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام داعش . يضاف الى ذلك دعم الجامعة العربية والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي للعراق مقابل السعودية الضالعة حسب بغداد بادلة دامعة بصورة مباشرة في تشكيل ورعاية ودعم داعش وتهديد العراق بنقل الملف الى مجلس الامن والمحكمة الدولية . تخلي الرياض عن داعش ثم عن النصرة دلالاته واضحة ومبشرة تتمثل بانحسار النظرية الأمنية التي ركبت مطولا موجة التطرف الرهابي واستغلتها لتحقيق سياسة غير واقعية من الأساس تتجاهل مكونات المنطقة وشعوبها .