بيروت ـ واس
تتوسط (ساعة التل) أو (الساعة الحامدية) الساحة الرئيسية لمدينة طرابلس اللبنانية التي تتوسط الأسواق الشعبية حيث تعج الحياة بالمارة وحركة السير الكثيفة على طوال الساعة. وأوضح رئيس لجنة الآثار والتراث في بلدية مدينة طرابلس اللبنانية الدكتور خالد تدمري أن الساعة الحامدية هي آخر ما تركه العثمانيون من آثار في المدينة التي تتميز بفنهم المعماري، حيث تتألف من ستة طبقات يصل ارتفاعها إلى 30 مترًا وهي واحدة من عدة ساعات أمر السلطان عبد الحميد الثاني بإنشاءها في عدد من المدن المركزية للولايات العثمانية مثل التي في حلب ومدينة بيروت. وبين التدمري أن الساعة الحامدية أنشئت في طرابلس عام 1902م كهدية تحتفي بمرور اليوبيل الفضي (25 عامًا) على تولي عبد الحميد الثاني عرش السلطنة العثمانية منذ عام 1876م حيث أصدر السلطان تشييد الساعات وسبل المياه في أكثر من 600 مدينة في السلطنة لمناسبة تلك الذكرى وللمصلحة العامة. وأبان التدمري أن الساعة واصلت العمل منذ بداية تشييدها فشهدت دقائقها الحربين العالمية الأولى والثانية ولم تتوقف عن العمل حتى اشتعال الحرب الأهلية اللبنانية التي استمرت زهاء 15 عامًا حيث سقطت عقاربها وأرقامها الواحدة تلو الأخرى تحت لهو أعيرة القناصة وسرق قلبها الميكانيكي. وفي الختام لفت التدمري الانتباه إلى أن الساعة عادت للعمل في الـ 26 من شهر أبريل لعام 2006م بجهاز إلكتروني وإضاءة مميزة احتفالاً بيوم تأسيس طرابلس في ذكرى تحريرها من يد الفرنجة على يد السلطان المنصور قلاوون أحد أشهر سلاطين المماليك عام 1289م وذكرى مرور 130 عامًا على تأسيس ساحة التل.