بغداد ـ اور
فجرت وكالة الأسوشيتد برس مفاجأة كبيرة تشير الى ان سفينة نبي الله نو (ع) التي انقذت العالم من الطوفان، كانت مدورة، مستندة في ذلك الى لوح طيني عثر عليه في العراق ويكشف تفاصيلاً جديدة عن سفينة نوح. وكانت تلك السفينة عبارة عن سفينة ضخمة انقذت اثنين من كل حيوان ومجموعة من البشر من الفيضان الكبير. ولكن انسوا تماماً تلك الصور التي تدور حول سفينة طويلة ذات نهاية مدببة – فسفينة نوح الاصلية، بحسب ما ذكرته الابحاث، كانت مدورة. وفي آخر محاولة لفك رموز لوح طيني يبلغ عمره 4000 سنة من بلاد ما بين النهرين القديمة – وما يعرف الآن بإسم العراق – يكشف تفاصيلاً جديدة قد تصدم الكثيرين حول جذور قصة نوح في الانجيل القديم. فاللوح يذكر القصة نفسها، كاملة مع تعليمات مفصلة من اجل بناء سفينة ضخمة مدورة تعرف بـ (كوراكل: او الزورق) – بالاضافة التعليمات الاساسية في ان تدخل الحيوانات على شكل "زوجين اثنين بعد اثنين". ويعرض اللوح الطيني في المتحف البريطاني ابتداءً من يوم الجمعة الماضي، ومن ثم يبدأ المهندسون بتتبع التعليمات القديمة لمعرفة فيما اذا كانت السفينة قد ابحرت فعلاً. وهذا هو موضوع الكتاب الجديد الذي يحمل عنوان "السفينة قبل نوح" من تأليف ايرفينغ فينكل، الذي يعمل مساعداً مساعداً للمسؤول عن حفظ آثار الشرق الاوسط والرجل الذي قام بترجمة اللوح الطيني. وتمكن فينكل من الحصول على هذا اللوح قبل عدة سنوات، عندما جاء به رجل اليه وكان اللوح بحالة متضررة وادعى حينها ان والده حصل عليه في الشرق الاوسط في نهاية الحرب العالمية الثانية. وكان اللوح بني اللون، وبحجم جهاز موبايل ومغطى بنقوش مسمارية تعود لبلاد ما بين النهرين القديمة. وتحول اللوح، بحسب ما قاله فينكل، ليكون "واحداً من اهم الوثائق الانسانية التي اكتشفت لحد الآن". واضاف فينكل "انها لحظة يقف عندها القلب – عندما نكتشف ان ذلك المركب كان مركباً مدوراً." مضيفاً "وهي مفاجأة كبيرة". ومع ذلك، قال فينكل، فان الزوارق المدورة تعني الكثير. فتلك الزوارق سبق وان استعملت بشكل واسع كزوارق اجرة في الانهار في العراق القديم وصممت بشكل متكامل للتلاءم مع مياه الفيضان الهائج. ويسجل اللوح الطيني تعليمات لآلهة في بلاد ما بين النهرين لبناء سفينة عملاقة – ويبلغ حجمها ثلثي حجم ملعب كرة القدم – وصنعت من الحبال وثبتت بقوة الى اضلاع خشبية ومن ثم غمرت بالقار. وقال فينكل: على الورق (او الحجر) يظهر لنا جلياً ان الاوامر قد صدرت لبناء السفينة، ولكنه لا يعلم الى الآن فيما اذا كانت قد طفت بالفعل. وسيبث في وقت لاحق من هذا العام فيلم وثائقي في التلفاز بعد ان تنتهي محاولة بناء السفينة بحسب الكراس القديم. وظهرت قصة الطوفان العظيم في كتابات اخرى عن بلاد ما بين النهرين بما فيها "ملحمة كلكامش." وتفتقد هذه النسخ الى التعليمات التقنية والفنية – وتوقفت فجأة، لان فينكل يعتقد انها جاءت بشكل سرد قصصي. وفينكل واع تماماً من ان اكتشافه قد يسبب ذعراً بين من يعتقدون بصدق قصة الانجيل. وعندما اكتشف العلماء العاملين في المتحف البريطاني في القرن التاسع عشر من الالوان المسمارية ان البابليين مروا باسطورة الفيضان، ظلوا مشوشين بالفعل مع تشابه هذه المعلومة مع قصة النبي نوح. ولم يكن لدى فينكل ادنى شك. إذ قال "انا متأكد من ان قصة الفيضان والمركب الذي انقذ الحياة هو من اختراع بابلي". ويعتقد فينكل ان القصة مرت الى اليهود اثناء نفيهم في بابل في القرن السادس قبل الميلاد. ولا يعتقد فينكل من ان اللوح يعطي دليلاً حول وجود السفينة المذكورة في الانجيل. وقال من دون شك ان فكرة الفيضان الكبير وجدت طريقها لذاكرة الناس المحليين، وبقيت في اذهانهم منذ ذلك الحين. وقال "انا لا اعتقد بوجود الفينة – ولكن العديد من الناس يعتقدون ذلك. والامر في الحقيقة لا يهم. فنسخة الانجيل نسخة قائمة بحد ذاتها وتمتلك حيويتها الى الابد". مضيفاً "وان فكرة ان الفيضانات تسببت بها خطيئة ما لا تزال تعيش بداخلنا".