دمشق - سانا
قدمت المغنية السورية شذا حايك حفلا غنائيا مميزا مساء الثلاثاء على مسرح دار الأوبرا بدمشق بمصاحبة أوركسترا الموسيقا الشرقية بقيادة المايسترو نزيه أسعد. واستطاعت المغنية الموهوبة أن تختطف اهتمام الجمهور الذي غصت به صالة مسرح الدراما من الأغنية الأولى التي قدمتها بأسلوبها الخاص وهي أغنية "بس قلك حبيبي" التي أعاد إعدادها الموسيقي طارق سكيكر بشكل جميل يتوافق مع إمكانيات حايك الصوتية. وقدمت حايك مجموعة من الأغنيات المعروفة التي تتسم بالإحساس المرهف والكلمة المعبرة بأسلوبية خاصة بها مثل أغنية "يا عود" للرحابنة وأغنيتي بليغ حمدي "مالي وأنا مالي" و"ألف ليلة وليلة" وغيرها من الأغنيات ما عكس خبرتها الكبيرة على خشبة المسرح وإحساسها العميق بالكلمة واللحن فقدمت حضورا خاصا بأناقة لافتة استحقت عليه إعجاب الجمهور وتصفيقه الحار. وكانت أغنية "سورية بلا رحيل" للموسيقي خالد رزق المعدة خصيصا للمغنية حايك ذات خصوصية في الأمسية حيث حملتها المغنية إحساسها الشفاف معبرة عن وجع الشعب السوري وأمله الكبير بالمستقبل بعيدا عن المباشرة في الطرح حيث جاء مطلعها "حاولت ما طلعت معي" وهذا ما كان واضحا من خلال تجاوب الجمهور مع أداء الأغنية وانسجامه التام مع المغنية. وكان أداء أوركسترا الموسيقا الشرقية بقيادة المايسترو نزيه أسعد متناغما ومتجانسا من حيث توليفة الموسيقيين الذين تفاوتت أعمارهم بين الشباب وأصحاب الخبرة فقدموا مقدمة موسيقية جميلة بعنوان "عطل وضرر" لزياد الرحباني عكست تمكن العازفين وقدرتهم الموسيقية المهمة. كما جاء التناغم بين الأوركسترا والمغنية حايك عاملا أساسيا في نجاح الأمسية رغم بعض الخلل التقني البسيط في الصوت ما أثر على مواكبة طبقة صوت المغنية مع أداء الأوركسترا. وقدمت مجموعة الكورال في الأوركسترا غناءا جماعيا جميلا ومتمكنا لأغنيتي سيد درويش "أهو ده اللي صار" و"زوروني كل سنة مرة". وقالت المغنية شذا حايك في تصريح لسانا إن حضوري في مثل هذه الأمسيات من وقت لآخر يساعد على تعريف الجمهور بصوتي وموهبتي في ظل غياب تام للدعم الإعلامي والإنتاجي للغناء والموسيقا في سورية مبينة أنها لم تحاول التعاون مع شركات إنتاج عربية لكونها بعيدة عن الأجواء الفنية في الساحة العربية. وبينت المغنية السورية أنها تعمل على إقامة مشاريع مشتركة مع بعض الكتاب والملحنين السوريين حيث جاءت أغنية "حاولت ما طلعت معي" التي قدمتها في الحفل كباكورة هذا التوجه مبينة أن ما ينقصها هو الدعم المادي لتتمكن من تسجيل هذه الأغنية وغيرها بطريقة تقنية احترافية إلى جانب الاهتمام الإعلامي بما تقدمه. وعن رأيه بأداء المغنية شذا حايك قال الناقد الموسيقي أحمد بوبس الذي حضر الحفل... إن المغنية شذا حايك تمتلك صوتا جميلا إلى جانب الإحساس الموسيقي المرهف حيث تعطي كل أغنية حقها من الأداء والتعبير والعاطفة إلى جانب ثقافتها الموسيقية الواسعة التي تنعكس من دراستها الأكاديمية في المعهد العالي للموسيقا مبينا أن ما ينقص المغنية شذا حايك لتكون من نجوم الغناء العربي هو الرعاية والدعم فقط. وأضاف إن لدينا في سورية أصواتا مهمة جدا على صعيد العالم العربي ولكن ينقص هذه المواهب الدعم المادي والمعنوي من الجهات المعنية مع ضرورة ألا يقتصر ظهور هذه الأصوات في حفلات متفاوتة من وقت لآخر في دار الأوبرا إلى جانب أهمية الإنتاج الفني الخاص وتسويق هذه الأصوات من خلال ألبومات غنائية خاصة بألحان جيدة معمولة خصيصا لها ليتعرف الجمهور عليها ولتأخذ حقها ومكانتها بين صفوف نجوم الغناء العربي. من جهتها عبرت الشابة لوردا فوزي من الحضور عن إعجابها بأداء المغنية شذا حايك وأناقتها المميزة وحضورها اللافت وقالت عنها.. إن المغنية شذا تمتلك مقومات النجمة في عالم الغناء ولديها الصوت الحساس والأداء الجميل مع الحضور المميز مبينة استغرابها من عدم شهرة هذه المغنية المهمة على الساحة السورية والعربية حتى الان رغم شهرة الكثير من أشباه الفنانين والمطربين. والمغنية شذا حايك خريجة المعهد العالي للموسيقا اختصاص أداء شرقي وتتلمذت على يد الأستاذ عسكر علي أكبر لمدة ثلاث سنوات وعملت عازفة عود وغناء منفرد مع الفرقة النسائية للموسيقا الشرقية ودرست في معهد صلحي الوادي مادة الصولفيج بالإضافة إلى معهد إعداد المدرسين كما شاركت في عدة حفلات موسيقية مع الفرقة الوطنية للموسيقا العربية وفرقة قصيد وفرقة الغناء العربي إضافة للعديد من المهرجانات خارج سورية إلى جانب مساهماتها في العديد من ورشات العمل. والمايسترو نزيه أسعد تخرج في المعهد العالي للموسيقا عام 2000 اختصاص التي العود والكونترباص ودرس في المعهد العالي للموسيقا ويقود فرقة تهليلة للانشاد والتعابير الروحية وهو قائد فرقة شباب سورية للموسيقا العربية وفرقة نهاوند للموسيقا العربية وكلف منذ عامين بتأسيس اوركسترا الموسيقا الشرقية من وزارة الثقافة وهو موءلف موسيقي وملحن لبعض الاعمال المسرحية الغنائية وله العديد من الأناشيد والأعمال الوطنية بقالب الاوبريت مثل شمس الأحرار..أصواتهم..جولاننا وجداننا. وتأسست أوركسترا الموسيقا الشرقية عام 2012 وقدمت حفلها الأول على مسرح مجمع دمر الثقافي بتاريخ 3-5-2012 وتتألف من خمسين موسيقيا بين العزف والغناء وجلهم من خريجي وطلبة المعهد العالي للموسيقا بدمشق وكلية الموسيقا بحمص بالإضافة إلى الهواة. وتهتم الأوركسترا بالتراث العربي والشرقي عموما والسوري خاصة كما تسلط الضوء على الأهازيج والأغاني الخاصة بكل المناطق السورية وتستعرض أعمال بعض الملحنين القدامى من خلال إحياء الأغنيات والموشحات والأدوار والفنون الخاصة بالعزف الآلي.