يقوم الشاب رامي جبيل البالغ من العمر 36 عاما بتطويع النحاس بين يديه ليتمكن من النقش عليه. سانا المنوعة التقت جبيلي في ورشته الصغيرة بجرمانا والذي قال إن مهنته الاساسية صناعة السيوف ويعمل بها منذ أكثر من عشرين عاما لافتا إلى أنه سافر إلى أكثر من بلد ودرس متطلبات كل بلد وعندما عاد إلى سورية قرر تطوير مهنته فانتقل إلى الشرقيات التي لاقت رواجا كبيرا في الاسواق الداخلية والخارجية . وأضاف ان مهنة النقش على النحاس جميلة جدا وتتطلب الابتكار والابداع ولاسيما أنها تتطلب أدوات بسيطة جدا كالإزمير والمطرقة مشيرا إلى أن هذه المهنة تحتضن تاجر النحاس والسكاب والنقاش معا وقد ساعدت عائلات كثيرة على العيش وتأمين سبل الحياة الكريمة لافتا الى ان من يعمل بهذه المهنة لا يفكر بتركها أبدا. وحول مراحل عمله قال جبيل في البداية نقوم باحضار صاج يتم تدويره يدويا ثم نقوم بتلميعه وبعد ذلك تأتي مرحلة الطلي وتلبيسه باللون الذهبي أو الفضي وبعض النحاسيات يتم تعتيقها كالجاطات النحاسية والسيوف العربية والمباخر وأغلب مراحل العمل يدوية بنسبة 90 بالمئة والعشرة الباقية تعتمد على الكهرباء . وبين جبيل أن النقش العربي ليس فيه لحام فضة وقصدير لافتا إلى أن الطبخ بقدور النحاس يعتبر صحيا أكثر من أواني الألمنيوم. بدوره قال الشاب مصطفى عرب العامل في الورشة انه فنان وبدأ بهذه المهنة كهواية لكنه أتقنها وأبدع فيها ولاسيما أنها امنت له دخلا لا بأس به لافتا إلى أنها تلاقي إقبالا كبيرا في بلدنا وفي دول الجوار . وأشار إلى أن المهنة تواجه حاليا بعض الصعوبات بسبب ندرة المواد الاولية ولاسيما الكتان الذي تتطلبه لافتا الى أنهم يقومون بتصدير بضاعتهم الى دول الجوار. ولفت الى انهم شاركوا بأكثر من معرض خارج سورية والمنافسة كانت شديدة بين الدول لكن الروح الدمشقية موجودة بالقطعة السورية التي استحوذت على اهتمام الكثيرين. واختتم بالقول إن مهنة النقش على النحاس مهنة عريقة ويرغب بتعليمها لابنائه للحفاظ عليها من الاندثار.