أعربت الكاتبة الدكتورة نوال السعداوي عن سعادتها باللقاء الذي نظمه المقهى الثقافي بمعرض القاهرة الدولي للكتاب معها باعتباره الأول من نوعه منذ 25 عاما ظلت طوالها ممنوعة من المشاركة في فعاليات المعرض، على حد قولها. وقالت نوال السعداوي خلال اللقاء الذي قدمه الشاعر شعبان يوسف وأدارته الكاتبة جمال حسان إن أقسى المراحل التى مرت بي كانت تجربة السجن التي خضتها في سنة 1981، وانني عندما خرجت من السجن تمنيت أن أكتب برقية شكر للسادات فهو من علمني كيف أحول الألم والشقاء والمعاناة إلى عمل إبداعي". وأوضحت أنها كتبت مذكراتها وهي في السجن على ورق تواليت بأقلام حواجب حصلت عليها سرا من عنبر المحكوم عليهن في قضايا البغاء. وقالت ردا على سؤال: رغم كل ما كتبته عن تحرير المرأة والعقل العربى من العبودية ومن الظلم الأبوي الدينى الطبقي، وسيطرة رجال الدين والكهنوت على عقولنا، إلا أننى لم أكتب حتى الآن كل ما أريد أن أقوله عن الفساد والازدواجية والكذب في الحياة والعلاقات السياسية، وكذا العلاقة بين القهر الجنسي والأخلاقي والسياسى والاقتصادي فى بلادنا وفى العالم بأسره، فحياتنا الجنسية كلها كذب والسياسة كلها نفاق وكلاهما يفضى إلى الآخر، ولكنى لو كتبت كتابا كهذا سيرموني بالرصاص. وأضافت: عندما لاتحتمل مصر كتاباتى كنت أعيش فى المنفى، ورغم أنى حاضرت فى جامعات كثيرة على مستوى العالم إلا أننى منعت أيضا فى أمريكا وبريطانيا لأني هاجمت أوباما وتوني بلير وانتقدت النظام الأوروبى الذى يتشدق بالحريات بينما يعصف بها إذا لم تأت على هواه، فهذه المجتمعات أيضا تعاني القهر السياسى والاقتصادى. أما الشاعر شعبان يوسف فأوضح أن كتابات نوال السعداوى لم تأخذ حقها فى التناول النقدي، كان هناك نوع من التهميش والتدليس من جانب النقاد الذين يتجاهلونها عمدا.. وسألها هل يرتبط ذلك بمواقفك الثورية ضد الأنظمة الحاكمة؟ فأجابت بأن ذلك طبيعي، فمن يلتفت إلى كاتبة مغضوب عليها من النظام، فضلا عن أن النقاد فى مصر لا يتذوقون أعمالي لأنهم درسوا فى الجامعات المدارس النقدية الأوروبية ولم يبدعوا نظريات جديدة في النقد، وأغلبهم ليس لديه فكرة عن الكتابة النسوية فإذا كتبت المرأة بجرأة هاجموها، كما أن لكتاباتى طابع خاص نظرا لتبحرى فى العلم وتضفيره بالكتابة الأدبية الأمر الذى يستعصى على كثير من النقاد فهمه وتحليله. وقالت: التلسفزيون المصري لايمكن أن يستضيفني، والإعلام الخاص إن استضافني فإنه يريد أن يستخدمني كمادة دعائية يعمد من خلالها إلى الإثارة، ولكن حب الناس هو المكافأة والتقدير الوحيد. وفي سؤال عن سر جرأتها، أجابت: أنا لا أرى نفسى جريئة ولكن العالم هو الجبان.. مشكلتنا أننا لم نتعلم كيف نفصح عن أنفسنا وأفكارنا بصراحة وحرية، فى ظل مجتمع مكبل تسوده ثقافة العبودية للحاكم وللمظاهر الاجتماعية البائدة. وحول رؤيتها لكيفية تحرير المرأة والمجتمع، أشارت إلى أن المرأة مازالت مستعبدة فى ظل النظام الذكورى الطبقي، ولن تتحرر إلا بإرساء قيم العدل والمساواة بين الجنسين وبتحرير المرأة اقتصاديا من سيطرة الرجل، وأقول لكل إمرأة يجبرها زوجها على ترك العمل، اتركي الزوج فالعمل أبقى لك من الزواج- على حد قولها-.