قدم كل من أوركسترا وكورال وزارة التربية وأوركسترا المعهد العالي للموسيقا مساء اليوم حفلا فنيا مميزا بقيادة المايسترو ميساك باغبودريان وذلك على خشبة مسرح دار الأوبرا بدمشق. وتضمن الحفل مقطوعات موسيقية كلاسيكية لمؤلفين عالمين منها سيمفونية رقم 25 لفولفانغ أماديوس موتسارت إضافة إلى "افتتاحية أوبرا كارمن" لجورج الكسندر بيزيه ومتتالية بيير غينت رقم 1 مصنف رقم 46 في بلاط ملك الجبل "لادواردغريغ" ومقطوعة موسيقية من افتتاحية أوبرا "ويليم تيل" لجواكينوروسيني إضافة إلى مجموعة من الأغاني الوطنية. ورغم تفاوت الخبرة الموسيقية بين الجيلين الموسيقيين إلا أن العزف المتقن لأطفال أوركسترا وزارة التربية جاء موازيا لعازفي أوركسترا المعهد العالي للموسيقا حيث لم يشعر جمهور مسرح الأوبرا بوجود أي خلل ما في الأداء الموسيقي بين أعضاء الفرقتين. وصدحت حناجر أطفال كورال فرقة وزارة التربية بمجموعة من الأغاني مثل "رح نبقى سوا" من ألحان زياد الرحباني وتوزيع شادي كرم.."شوفوا بلدي" ألحان سمير كويفاتي وتوزيع رامي عودة.. وطفولتي تناديني وأطفال كبار" ألحان وتوزيع رامي عودة فقدموا أداء طفوليا بعفويته وعبقريا باحترافه فكانوا نموذجا موسيقيا لأطفال موهوبين. وقال الدكتور هزوان الوز وزير التربية في تصريح لسانا إن هذه الاحتفالية تأتي في سياق العمل التشاركي مع أوركسترا المعهد العالي للموسيقا الهادف إلى ترسيخ أثر الفن إلى جانب التربية في تكوين الإنسان معرفيا وانفعاليا والارتقاء بذائقته الفنية. وأضاف الوز إن هذا العمل التشاركي بين جيلين من الموسيقيين يحقق فائدة على الصعيد الفني حيث يتعاظم به جذع شجرة الإبداع وتتعدد حلقاته وتضرب جذورها في عمق الوجدان وتمتد أغصانها أجيالا يرهف حسها ويعذب وتنضج ثمارها أعمالا تسمو بالأحاسيس والنفوس وإلى جانب ذلك فإن هذا اللقاء يعمل على الاستمرار في الحفاظ على الهوية والتعبير عنها بأكثر جوانبها إشراقا ومتعة. وأشار وزير التربية إلى أنه بجهود عاملي وزارة التربية وبهمة أبنائها الطلاب وتصميمهم على متابعة الدراسة والنشاطات الأخرى ومنها الفنية نؤكد على إرادة الحياة والتطلع نحو المستقبل المشرق "رغم الأزمة الحالية" بإصرار يغذيه الإيمان بأن الغد أفضل وأن الأزمة إلى زوال. من جهة ثانية تمنت الدكتورة لبانة مشوح وزيرة الثقافة أن يصغي العالم إلى رسالة اطفالنا وشبابنا ورسالة مبدعينا وإلى رسالة هذا الوطن الذي احتضن الحضارة والإبداع مشيرة إلى أن سورية ستعود كما كانت دولة الحب والوئام والشباب الدائم واليوم الأساتذة والطلاب المبدعون اشتركوا ليتناوبوا الرسالة وينشدوا حب الوطن. من جانبه قال الملحن سمير كويفاتي إن موضوع تربية الأطفال من جميع النواحي هو من أهم الموضوعات التي يجب أن نهتم بها ولاسيما في هذا الوقت موضحا أن إقامة مثل هذه الفعاليات مهم جدا ولكن الأهم الاستمرار بها للنهاية ولاسيما التي تدعم الأطفال لأنهم مستقبل هذا الوطن ويجب دعمهم بكل الوسائل وأن يكون هناك تعاون وثيق بين وزارتي التربية والإعلام من أجل تنفيذ مثل هذه الفعاليات بشكل أفضل. وقال "يجب أن نتعاون جميعا على خلق تقابل في تنفيذ المبادرات بين ما نطرحه عبر وسائل الإعلام وما ننفذه على الأرض سواء كان في التعليم أو في الموسيقا أو غيرها". حضر الحفل رئيس منظمة طلائع البعث ورئيس اتحاد شبيبة الثورة. يذكر أن فرقة كورال وزارة التربية تأسست عام 2008 حيث تضم 60 تلميذا وتلميذة من ذوي الموهبة والقدرة على الغناء في حين تضم فرقة الأوركسترا التي تأسست عام 2009 نحو45 عازفا على مختلف الآلات الموسيقية في الأوركسترا الشرقية والغربية وهم من طلاب المدارس تم تدريبهم من اختصاصين من ملاك مديرية المسرح المدرسي حازت العديد من المراكز في المهرجانات المحلية وبعض المهرجانات الدولية شاركت في العديد من الأمسيات الموسيقية. أما أوركسترا المعهد العالي للموسيقا بدمشق فتأسست عام 2003 لتأخذ على عاتقها تحضير موسيقيين محترفين ذوي خبرة جيدة إلى جانب دراستهم ليكونوا عازفي صولو أو عازفين في الفرق الأوركسترالية المحترفة ومعظم عازفيها هم من طلاب المعهد العالي للموسيقا مع بعض الخريجين الجدد.