في محاضرة له حول الفكر التكفيري الوهابي ..نشأته.. أهدافه وسبل مواجهته بين الدكتور حسام شعيب الباحث في الشؤون الإسلامية أن مفهوم الوهابية كحركة دينية قائم اولا على "العنصرية والتمييز" بين البشر مضيفا إن هدف تأسيسها كان "لتشويه صورة الاسلام الحقيقية كدين ولضرب فكرة الوحدة العربية" وقد أنشئت في الجزيرة العربية تحديدا وجرى العمل عليها فيما بعد لكي تبرز بهذا الشكل الذي هي عليه الآن. وأضاف شعيب في محاضرته التي القاها مساء أمس في ثقافي ابو رمانة أن الوهابية اليوم لا تبحث عن الفكر الاسلامي الصحيح ولا عن بناء الانسان من خلال الحفاظ على كرامته وحياته وبناء عقله الثقافي والفكري انما عن "مصالح أمريكية صهيونية من خلال استخدام الدين". وقال إن "الحرب التي تشن على امة العربية على وجه العموم وسورية خاصة هي حرب باسم الدين وما يجري هو استغلال الدين لغايات سياسية ومصالح غربية وصهيونية واليوم نحن احدى ضحايا هذا الاستغلال الذي لم يفرق بين فرد او آخر او جهة او اخرى وهذا هو اخطر ما في المشروع". وبين شعيب أن خطر الفكر التكفيري الوهابي كبير على الفرد والمجتمع وهو يسعى في سورية إلى "ضرب الوحدة الوطنية وتقسيم المجتمع اما على مستوى المنطقة فيعمل على انشاء مناطق وكانتونات دينية بما يصب في مصلحة اسرائيل التي تطالب بدولة يهودية". محاربة الوهابية تكون برأي الدكتور شعيب من خلال "القوة العسكرية المتمثلة بقوة الجيش العربي السوري والتي ستؤدي إلى اندحار هؤلاء المرتزقة الإرهابيين الذين جاؤوا من بقاع مختلفة من العالم لتمرير مشاريع امريكية في سورية إضافة إلى اللحمة الوطنية ما بين أبناء الشعب السوري وتجاوز الخطاب الفتنوي الى خطاب الدولة المدنية أي المساواة في الحقوق والواجبات والتعامل من خلال المواطنة الحقيقي في الوطن السوري لا التعامل من خلال هذه الفئة او تلك. واستعرض شعيب في سياق المحاضرة تاريخ نشأة الوهابية التي أسسها محمد بن عبد الوهاب بإشراف البريطاني جيفري هانفر عميل وزارة المستعمرات البريطانية لتديين المنطقة موضحاً أن فكرة الشرق الأوسط الجديد ليست جديدة وانما تعود الى عام1840 عندما عقد أول مؤتمر لحل المسألة الشرقية وللبحث عما يسمى /وطن قومي لليهود في العالم/ وقد طرحت الفكرة لان أوروبا أرادت التخلص من اليهود من خلال ايجاد هذا الوطن المزعوم لهم في فلسطين. وأضاف لكي يستطيع اليهود احتلال فلسطين لابد من العامل الديني حيث بدأ مصطلح الاعتراف بيهودية الدولة بالظهور لذلك تأتي الحرب اليوم في المنطقة لجعلها حرباً دينية تخدم المصالح كونها تصب بنفس الهدف وما الجهاديون واقامة الامارات الاسلامية الا أدوات ومشاريع تصب في مصلحة إسرائيل اليهودية. وفي سياق متصل أكد الدكتور شعيب ان العروبة واسلام فكرتان متلازمتان وعلاقتهما تكاملية لأن العروبة ليست عرقا وانما هي مشروع ثقافي وحضاري والإسلام ليس نزعة خاصة بشريحة من الناس أو بفرد دون آخر وتوصيفه الحقيقي في نصوص التعريف الفقهية هو الدخول بالسلم والاستسلام لما اراده الله عز وجل من خلقه في الحفاظ على الخلق وبناء هذه ارض واعمارها لافتا الى أن الاعمار لا يكون فقط بالحجر وانما بالبشر. وأشار إلى أن الصهيونية العالمية هي اوسع فكرا ومساحة من اليهودية وهي عبر التاريخ ارادت ان تستثمر الديانة اليهودية وهناك من اليهود من يريد استثمارها لضرب التكامل بين العروبة والإسلام واستطاعت بذلك الدخول الى العالم العربي عبر الدين المتمثل بنشر النزعة الوهابية التكفيرية العنصرية في العصر الحديث.