بغداد - سانا
جدد أدباء وشعراء وإعلاميون عراقيون وقوفهم مع الشعب السوري في مواجهة الحرب الكونية التي يتعرض لها وينفذها الأعداء التاريخيون لأمتنا العربية من صهاينة وإمبرياليين واستعماريين وطامحين في إعادة إمبراطورية الرجل المريض. وأكد أدباء وإعلاميو العراق في تصريحات لمراسلة سانا في بغداد أن رفض "وفد الائتلاف" خلال محادثات مؤتمر جنيف2 إدانة العمليات الإرهابية التي استهدفت المواطنين السوريين الآمنين الأبرياء في بلدة معان شمال شرق حماة ومن قبل في مدينة عدرا العمالية وغيرها من المدن التي شهدت مجازر لم يشهد التاريخ مثيلا لوحشيتها نابع من حقيقة انتمائه إلى الإرهابيين الذين ترعاهم بيادق نظام "آل سعود" بهدف النيل من الموقف المقاوم والممانع لسورية قيادة وشعبا وجيشا. وقال الشاعر عبد الزهرة الديراوي: إن "ما يدور في الساحة العربية مؤامرة لتقويض منابع النور ونشر بردة الليل المدجن بالموت وقطع شريان الحياة في سورية حيث إن الشر أبدى نواجذه ولا بد من وقفة صلبة لاقتلاعها ولنا في ليبيا واليمن ومصر والعراق وتونس شواهد حية حول تحولات نحو الهاوية". بدوره قال الروائي والكاتب المسرحي عبد الرضا الحميد.. "لا غرابة في أن يرفض المماليك في الائتلاف إدانة العمليات الإرهابية انما الغرابة في ان يدينوها ذلك انهم جميعا ومع ولاة أمرهم من أمريكيين وفرنسيين وبريطانيين وعثمانيين وملوك خدج في مشيخات النفط شركاء في التخطيط لتلك العمليات وفي تنفيذها وفي وضع أساليبها". وأضاف "لقد فات هؤلاء ان هذه الجرائم لن تفت في عضد الشعب السوري وتلاحمه مع قيادته وشعبه وان النصر قرين ببواسل الشام الذين يذيقون أعداء الأمة العربية علقم الهزيمة تلو الهزيمة سواء في ساحات المعارك أم ميادين الدبلوماسية الباسلة أم ميادين الإعلام المقاتل". أما الشاعر حميد الحريزي فقال: "لا أرى في زمرة الإئتلاف إلا زمرة من المرتزقة تحترف القتل تمتهن كل ما لا يمت للوطنية والانسانية بصلة إنهم مثلوا الخزي العربي في زمن مايسمى الربيع العربي كيف يتسنى لهم استنكار جرائم هم صناعها وهم أبطالها بالتخادم مع اسيادهم من قردة الخليج وسماسرة الرأسمال العالمي الوحش المسعور وبالتالي كيف يمكن أن تتوفر لنا القناعة أن هذه الذئاب المسعورة يمكن ان تقود تحولا سياسيا ديمقراطيا ولاشك انهم مؤهلون لعملية قهر فاشية بامتياز". من جهته أكد الكاتب والفنان التشكيلي مؤيد البصام أن المعارضة الحقيقية في كل بلدان العالم هي المعارضة النابعة من الحرص على رد مظالم الجماهير والدفاع عن حقوق الشعب والأمة وهي تطمح لبناء الانسان والوطن ولهذا فهي تختلف عمن يذبح الشعب ويدمر قواه الاقتصادية والاجتماعية والفكرية. وقال البصام: إن هذه المعارضات التي خلقتها قوى الامبريالية والصهيونية لتنفيذ أجندتها في المنطقة العربية هي ليست معارضة وليست قوى بناء إنها جزء من القوى الاستعمارية التي تسعى لتهديم وتخريب الامم من أجل تنفيذ برامج الامبريالية والصهيونية ومن لا يدين ما يحدث لشعبه يكون هو المشترك فيما يحدث من تدمير وقتل ومجازر. وأضاف إن الائتلاف هو مثل الائتلافات التي جلبها المحتل عندما غزا العراق وقد خبرناهم وعرفنا كيف تدار الأمور بين أيديهم إذ علمتنا التجربة العملية ماذا تفعل ائتلافات المعارضة المباركة من أمريكا والكيان الصهيوني ونعرف أهلية هؤلاء للقيام بتدمير سورية كما يفعلون الان وكما شاهدناه ونعيشه الآن في العراق. وأكد الشاعر الدكتور علي العبيدي أن ما يسمى "الائتلاف " بضعة انفار يؤدون أدوارا تظهر على الخشبة فقط لافتا إلى أن سورية قيادة وشعبا قرؤوا الاوراق كلها لكن حضور سورية غايته سد المنافذ والثغرات أمام من يدعي أن سورية لاتريد الحل السياسي ولاتريد أن تشاركها المعارضة في قيادة البلاد على الرغم من إيمانها بأن الحاضرين هم ليسوا معارضة. من جانبه أكد الشاعر الدكتور كريم شغيدل أن إدانة كل أشكال الإرهاب وجرائم الإبادة في ظل فتاوى التكفير والقتل واستلاب الحقوق وإباحة الدم والعرض والمال أصبحت اليوم "واجباً إنسانياً وأخلاقياً" فالإرهاب أصبح ظاهرة تهدد أمن العالم ولا سيما ذلك النوع الذي يشوه صورة الإسلام الناصعة وينتهك حرمات المسلمين فلا مجاملة في هذا الأمر ولا مراوغة بعد أن أصبح كل شيء واضحا. وقال شغيدل: إن "هؤلاء الإئتلاف وارثو ثقافة أكل الأكباد التي سنتها هند لإرهاب المسلمين وليسوا ورثة الرسالة المحمدية وقيمها السمحاء ولا أدري بأي وجه حق يدعون تمثيل الشعب السوري من دون أن ينتصروا للضحايا" متسائلا كيف سيمثلون ذوي الضحايا الأبرياء وبأي تفويض يمثلونهم مؤكدا أن لا مساومة على دم الشعب السوري. وأضاف "نحن دائماً مع الشعوب ولسنا مع تجار الحروب وصيارفة الدم ومع خيارات الشعب السوري الصامد ونتمنى أن تكون هناك معارضة سورية حقيقية تسهم بانتقال البلد بصورة سلمية إلى مرافئ الأمن والاستقرار والحياة الديمقراطية وفرصة الحوار متاحة أمام الجميع لإنقاذ سورية من جحيم المجازر الدموية. بدوره قال الكاتب والمخرج طالب محمود السيد: إن الائتلاف صمم وبرمج من أجل "إعاقة التحولات الديمقراطية السلمية التي كانت سورية عزمت على تدشين مراحلها بمسارات محسوبة وتوقيتات واقعية تأخذ بالحسبان خصوصية التجربة السورية بعيدا عن مسارات ربيع الضواري الامريكية نحو آفاق ديمقراطية حقيقية". وأضاف إن المعارضة السورية ذات التوجه" الاردوغاني القطري السعودي الاطلسي تسعى بكل ما أوتيت من عمالة لإفشال المؤتمر الدولي حول سورية جنيف2 وتعويم الحالة الشاذة لأطول مدة ممكنة لانها اوجدت لادامة زخم التخريب والتدمير". ونوه السيد بصمود الشعب السوري والتحامه مع قيادته لإفشال المخطط الرهيب لأن قدر السوريين أن يفشلوا مع أشقائهم العراقيين وكما هو شأنهم عبر تاريخ الأمة مايحاك في عواصم الخنوع البترولية. وفي سياق متصل قال الإعلامي ضرغام محمد علي رئيس مركز رصد أداء قناتي الجزيرة والعربية في بغداد: إن المعارضة تعني حركة سياسية تتعارض أهدافها مع الحكومة سواء كان هذا التعارض سلميا أم مسلحا لكن التشكيل الحالي لما يسمى المعارضة السورية عبارة عن اناس بلا اهداف يجمعهم مشروع اقليمي معروف بقيادة معلنة من نظام آل سعود وقطر وبغطاء إسرائيلي بهدف ضرب المقاومة من خلال استهداف الحكومة السورية الحالية عبر تجنيد المتطرفين من كل دول العالم للعمل تحت مسمى هذه المعارضة. وأضاف إن "موقف هذه المعارضة نابع من موقف السعودية والتي بدورها لم تدن أي عملية إرهابية حصلت في العالم كونها وبموجب كل الوثائق هي الممول والعقل المدبر لكل هذه العمليات وان انتظار موقف لما يسمى المعارضة مخالف لعرابيهم كمن ينتظر الجنان من الارض البور". ورأى محمد علي أن مؤتمر جنيف2 جاء كمحاولة للتستر على جرائم هؤلاء المعارضة المزعومة عبر الايهام بقدرتهم على النهوض بعملية سياسية تخلف الحكومة السورية الحالية التي نجحت دبلوماسيا في تعريتهم وفشلوا هم في تغطية انفسهم عندما لم يتفقوا على اي شكل تنظيمي يرضونه أو يجمعهم على طاولة واحدة بسبب ان ما يجمعهم المال ولعل أبرز معالم ادانتهم استمرار تبنيهم لما يسمى "جبهة النصرة" التي اعترفت أنها جزء من تنظيم القاعدة ولا يزالون يعدونها مكونا أصيلا من مكوناتهم معتبرا أن "أي أمل يرتجى ان تتحول هذه المعارضة إلى كيان قابل للتفاوض أمر مستحيل ". بدوره أكد الكاتب تاج آل غدير أن وفد الإئتلاف لايمثل كل المعارضة بل يمثل الجناح الذي تدعمة السعودية وهناك فصائل أخرى غير منسجمة مع الجناح السعودي بالاضافة إلى ما يسمى تنظيم "دولة الإسلام في العراق والشام" التي تبادلها معظم أطراف المعارضة السورية العداء من أجل كسب التعاطف الاميركي والاوروبي. ورأى آل غدير أن هذا "يجري بتوجيه واشراف سعودي وأن الإئتلاف غير مؤهل للاسهام في عملية ديمقراطية وان ما يمكن ان تحصل عليه سورية مع هذا الائتلاف هو حالة تشبه الحالة الموجودة حاليا في ليبيا وربما اسوأ كما ان اعضاء هذه المعارضة بأكثريتهم هم من المقيمين في الخارج وغير مسيطرين على المسلحين وان التصريحات والاستنكارات لا تعني شيئا في واقع الاحداث التي تجري على الأرض السورية". وأشار آل غدير إلى أنه "التقى بمواطنين سوريين مهجرين في لبنان ومن خلفيات وطوائف مختلفة وجميعهم يفضلون الحكومة والقيادة السورية الحالية على ما يسمى المعارضة ويشكون من كثرة الغرباء والاعمال الاجرامية والمذابح التي يرتكبونها ". من جانبه قال الشاعر قيس مجيد المولى: إن رفض الإئتلاف إدانة المجازر التي ترتكب من قبل هذا الجناح أو ذاك من الجماعات المسلحة يعني أن هناك توافقا بين ما يسمى المعارضين على سياسة التدمير والإبادة. ورأى المولى أن تبادلا للأدوار سيجري بين فترة وأخرى لهذا الإئتلاف من أجل إيهام العالم بأن هناك معارضة سلمية وهم بالتضاد ممن يقتلون مشيرا إلى أن هؤلاء المعارضين في وفد الإئتلاف لايفرطون في علاقتهم بـ المجموعات المسلحة التي أتت من خارج سورية كونهم ضعفاء أمام السوريين أبناء سورية الذين يقفون مع حكومتهم وكونهم لايستطيعون مقاتلة القاعدة ومحاورها متسائلا كيف يمكن لهذا الإئتلاف أن "يكون قادرا على الإسهام في عملية سياسية حقيقية وهو شريك بإرادته بكل ما لحق بسورية من دمار". من جهته قال الصحفي عبد الكريم ثابت: من الطبيعي أن يرفض "وفد الإئتلاف" إدانة المجازر الارهابية لأن مكوناته هي من يرتكبها فكل القوى المكونة له هي عصابات إجرامية وإرهابية محمية بغطاء اطلسي خليجي واللافت هو الجهد الاعلامي لتبييض صفحة عصابات مايسمى "جبهة النصرة" و"الجبهة الإسلامية" ومايسمى "الجيش الحر" وإلقاء اللوم على مايسمى تنظيم /دولة الإسلام في العراق والشام" واتهامها بالعمالة للحكومة السورية. وأكد ثابت أن الغرب سقط أخلاقيا في سورية بدعمه لما يسمى المعارضة التي هي الوجه الآخر لقوى التخلف والظلام مبينا أن المعركة في سورية ستغير وجه المنطقة بانتصار الشعب السوري على كل أعدائه. وكانت الجولة الثانية من مؤتمر جنيف2 بدأت أمس مع تأكيد وفد الجمهورية العربية السورية على مكافحة الإرهاب وإدانة مجزرة معان فى ريف حماة التي ارتكبتها المجموعات الإرهابية بالتزامن مع انعقاد الجولة الثانية كدليل جديد على تورط حكومات بعض الدول بدعم المجموعات الإرهابية في سورية ورفضها لأي حل سياسي.