باماكو - العرب اليوم
"أحبك" كلمة ذات معاني ودلالات كثيرة، أحيانا نحتار في قولها رغم أنه من الممكن البوح بها بألف طريقة، وهو ما يفعله الحسن مايجا، الذي يمتهن أغرب مهنة في العالم وهي التعبير عن الحب بالكلمات. يحاول مايجا، اختيار كلمات الحب الملائمة لكل حالة. ويعمل مع عشرة أشخاص آخرين يجلسون خارج مكتب البريد الرئيسي في العاصمة للكتابة للجمهور وتبلغ نسبة الأمية في مالي 70 في المئة، لذلك فإن مهنة الكاتب هامة لمساعدة المواطنين على ملء البيانات أو كتابة الخطابات، لكن هذا الأسبوع الوضع مختلف بالنسبة للعمل. وسر الاختلاف هو عيد الحب أو الفلانتين. ويقول مايجا، كاتب الغرام، :"في يوم عيد الحب تزدهر أعمالنا. " ولأن باماكو مدينة كبيرة، فإن عدد العشاق كاف لجعل الكتبة مشغولين بالعمل حتى ساعات الصباح الأولى طوال الأسبوع الذي يسبق عيد الحب، لذلك فإنهم قد ينامون أمام مكتب البريد. وفي ظل وجود عدد لا يحصى من الخطابات والبطاقات التي يجب أن تتزين بكلمات العشق (حبيبتي، وأحبك)، فإن مايجا مطالب دائما بالوصول إلى ذروة الإبداع في فن الكتابة وقصائد الحب. كلمات مثل الزهور وتتضاعف تكلفة كتابة خطاب الحب أربع مرات مقارنة بالخطاب العادي، لتبلغ 2000 فرانك مالي (أربع دولارات)، فكلمات الحب مثل الزهور تصبح أغلى ثمنا في مثل هذا الوقت من العام. والكتابة في الحب تحتاج إلى إبداع، ولا يمكن اعتماد نموذج واحد للتعبير عن المشاعر. لذلك فالكاتب المالي يصف طبيعة وحجم كل عاطفة يشعر بها الشخص، ويسأل "ما هو نوع الحب الذي نتحدث عنه؟"، ويقيم موقف العشيق أيضا. وهناك أسئلة أخرى، هل يحتاج العاشق إلى التودد والإغراء والسحر؟ هل من الضروري إبداء الندم وتقديم براهين على ذلك؟. وهل المقصود بالحديث زميل في العمل أو حبيب؟. لكن ربما الأكثر أهمية هو الوصول إلى الطرف الآخر، وهنا يفكر، هل يستخدم الكلام العقلي أم الأدبي أو الواضح؟ وهل يكون جريئا أم رومانسيا؟. يقول مايجا "يجب أن ننظر إلى داخلهم". كما لا يقتصر الحب في مالي على الرجال فقط ، بل ترسل النساء خطابات العشق أيضا. ويقول مايجا "أحيانا نكتب للنساء أيضا". ويعترف مايجا بأن كتابة الخطابات بالنسبة لبعض زملائه مجرد مهنة، لكن الأمر مختلف بالنسبة له، فبعد 15 عاما من الكتابة يعتبر دوره كوسيط بين الناس هام جدا، ويقول "هدفي هو خدمة الآخرين."