أكد كاتب المصريات المعروف بسام الشماع أن المصري القديم عرف مرض الانفلونزا وإرتفاع درجة الحرارة وأوجاع الحلق وإحمرار العينين وغيرها من الأعراض والأمراض لنزلات البرد ، مشيرًا الى أن الاطباء القدماء تركوا العديد من الروشتات الطبية متضمنه التشخيص والحلول العلاجية مسجلة على ورق البردي ومنها بردية "إيبرس" المكتوب فيها 12 روشتة للصداع و3 في بردية "هيرست" . وقال - في تصريح لوكالة انباء الشرق الاوسط الجمعة – إن المصري القديم إبتكر علم الطب منذ الاف السنين وعرف التخصص ، وأكد هذا عدد من المؤرخين من بينهم "هيرودوت" ، و" هوميروس " الذى كتب " إنه فى مصر ، الرجال أكثر حرفية فى الطب من أى انسان " ، لافتا الى أن البروفيسور جون نان العالم المتخصص فى الطب المصري القديم قد أحصى حوالي 150 طبيبا بالاسم واشهرهم " إيمحتب" وهو الطبيب والمهندس المسئول عن بناء هرم الملك جسر (زوسر ) بمنطقة سقارة ، والطبيب المتخصص "حسي – رع" الذي كان متخصصا في طب الاسنان . وأضاف أنه في عصر بناء الاهرامات منذ اكثر من 4400 عام كانت مصر بها طبيبات ، مشيرا الى الطبيبة "بيسيشت" والتي تم الكشف عن أثر لها فى مقبرة ابنها المدعو" آخت حتب" بسقارة ، وقد كان لقبها الذى تكرر ثلاث مرات فى النص المنحوت على الحجر "المشرفة السيدة للطبيبات السيدات" ، مما يؤكد وجود العديد من الطبيبات السيدات لانها كانت مشرفة عليهن . وأشار الى أن المصري القديم ذكر أن هناك مرضًا يسبب الام لفتحات الرأس السبع ، وهو مايمكن أن يفسر بمرض الانفلونزا الذي يسبب احتقان الفم والحلق وفتحتي الانف المصابتين بالرشح ، والاذنين مما يصيبهما من الم وانسداد فى بعض الحالات وإحتقان الى جانب إحمرار وتدميع العينين ، موضحا أن كل هذه الاعضاء عددهم سبعة وبهم فتحات. ونوه الى أن البروفيسور جون نان قد ترجم إسم مرض عن الهيروغليفية "خينت" الى نزلة برد ، وفي بردية ايبرس ذكر مرض اسمه "رش" الذي ترجمه الى "برد الرأس" او "نزلة برد" ، و تم كتابة العلاج فى ذات البردية وهو" ادخال عصير البلح فى فتحتى الانف" ، لافتا الى ان هناك نص قديم يقول"رش" يسبب المرض لفتحات الانف . وكشف أن المصري القديم عرف مرض الصداع النصفي " جس تب" الذي تم ترجمته ل"نصف رأس ، كما ذكر مرض غير معلوم يصيب الانف اطلق عليه المصري القديم اسم "نيا" ، لافتا الى أن الطبيب المصرى القديم قد عالج السعال " سيرت " بعلاجات تضمن الخروب واللبن . وأشار الى أنه تم إطلاق اسم "شا" على الخنازير ، وكانت بعض منتجات الخنزير تستخدم في تصنيع أدوية طبية للعلاج ، حيث يذكر العالم "نان" أن دهن الخنزير كان يستخدم في محاولات علاج مرض "سيريت" وهو السعال او الكحة . وذكر أنه وجد في بردية "إيبرس" نصا يقول" اذا فحصت رجلا يعاني من معدته ، ويتقيأ (كاس ) كثيرا ، فاذا وجدت الحالة كأنها نزلة برد "خينيت"وعيناه محمرتان بلون الدم (شيسيم ) ، وانفه يسيل (تاخيب ) ، فيجب عليك أن تقول عن هذه الحالة إنها نتيجة تقيح فى الاغشية المخاطية " .