الدوحة ـ قنا
أصدرت إدارة البحوث والدراسات الثقافية بوزارة الثقافة والفنون والتراث ديواناً شعرياً للشاعر حسن توفيق بعنوان "حلم يتفتح في صخر"، وضم الديوان مجموعة كبيرة من القصائد المتميزة متعددة الأغراض. قدّم للديوان سعادة الدكتور حمد بن عبدالعزيز الكواري وزير الثقافة والفنون والتراث، وقال في تقديمه إن القصيدة العربية العمودية احتفظت بمكانتها على مرّ العصور، وفي بداية القرن العشرين أخذت أشكالاً متعددة بهدف التجديد، لكنها ظلت محتفظة بمكانتها في النفس العربية، ولم يتبقّ من الأشكال التي استحدثت وقتذاك سوى قصيدة التفعيلة التي كان حفاظها على موسيقاها وتحررها من القافية من أهم أسباب استمرارها، مشيراً إلى أن الشاعر حسن توفيق مزج في ديوانه بين القصيدة العمودية وقصيدة التفعيلة، "تاركاً لهاجسه الشعري اختيار الشكل الذي تظهر به القصيدة دون تكلف، ولعل هذا يجعل القصيدة معبّرة تعبيراً أكثر دقة عمّا يجول في نفس الشاعر". ولم تخلُ مقدمة الشاعر من رؤية نقدية سريعة، وشنّ فيها هجوماً على "قصيدة النثر" قائلاً: "ظلت جسور التلاقي قوية ووطيدة بين شعرائنا العرب والجمهور المتذوق للشعر ، إلى أن أطلت ما يسمونها "قصيدة النثر " وأطل معها الغموض الكثيف الذي جعل كتابات كثيرين ممن يكتبونها تبدو مثل الفوازير والألغاز، وتصور هؤلاء أن التعالي على الواقع والاغتراب المتعمد عن الروح العربية يتيح لهم أن يصبحوا شعراء عالميين مشهورين، فصار الواحد منهم يتباهى بأنه مدعو للمشاركة في مؤتمر للشعر العالمي في هولندا أو في أستراليا أو حتى في كوكب المريخ، لكنهم حين يعقدون أو ينظمون أمسيات شعرية في أية دولة عربية يكتشفون دون أن يشعروا بالخجل والحرج أن القاعات خالية إلا من بعض أصدقائهم الذين حضروا للمجاملة أو للتسلي، وقد يتبجح بعض هؤلاء قائلين إنهم لا يكتبون للجمهور الجاهل". قسم الشاعر قصائد ديوانه عروضياً وفقاً للبحور التي كتبت عليها، فضم الديوان ست قصائد من تفعيلة المتدارك "فعلن"، و أربع قصائد من الرمل "فاعلاتن"، وتسع قصائد من المتقارب "فعولن"، وقصيدتين من الوافر "مفاعلتن مفاعلتن فعولن"، و ثماني قصائد من الكامل "متفاعلن"، وأربع قصائد من السريع "مستفعلن مستفعلن فاعلن"، وقصيدتين من بحر البسيط "مستفعلن فاعلن مستفعلن فاعلن"، وقصيدة واحدة من مجزوء البسيط "مستفعلن فاعلن فعولن"، وقصيدة واحدة قُلب فيها ترتيب تفعيلتي بحر البسيط لكي تصبحا "فاعلن مستفعلن بدلاً من "مستفعلن فاعلن"، وثلاث قصائد من بحر المنسرح "مستفعلن فاعلن مفاعلتن". يذكر أن الشاعر عاش في الدوحة منذ عام 1979 حتى 2009، وكان يشرف على الصفحة الثقافية في صحيفة الراية، ومن دواوينه: الدم في الحدائق (1969)، أحب أن أقول لا (1971)، الأعمال الشعرية (1998)، وردة الإشراق (2005)، أحبك أيها الإنسان (2008)، ومن إصداراته في الدراسة والتحقيق: اتجاهات الشعر الحر (1970)، إبراهيم ناجي - قصائد مجهولة (1978)، شعر بدر شاكر السياب – دراسة فنية وفكرية (1979)، أزهار ذابلة وقصائد مجهولة للسياب (1980)، الأعمال الشعرية الكاملة للدكتور إبراهيم ناجي (1996)، مختارات من الشعر العربي في القرن العشرين –القسم الخاص بشعراء قطر (2001)، محمد بن خليفة العطية شاعراً وإنساناً – تحرير وتقديم (2004).