يحتفل الشعب الليبي الأثنين بالذكرى الثالثة لثورة السابع عشر من شباط المجيدة التى سطّر فيها ثواره البواسل أروع ملاحم النضال والجهاد ضد النظام السابق الذي جثم على صدور العباد والبلاد طيلة أربعة عقود . وقد زينت الشوراع والميادين الرئيسة في المدن الليبية كافة ، برايات الاستقلال فيما حرص المواطنون على تزيين مركباتهم الآلية برايات الاستقلال. وتمر هذه الذكرى ، بعد أن حقق الليبيون خلال عام مضى ، جزءا من أمانيهم في الوصول ببلادهم إلى دولة مبنية على مؤسسات تُحترم فيها سيادة القانون ، وحرية الرأي ، وآدمية الإنسان .. حيث تمكن الليبيون من بناء مؤسسات للمجتمع المدني التي ساهمت بشكل كبير في رسم ملامح النظام الديمقراطي الذي ارتضاه الليبيون بعد ثورتهم المباركة ، وذلك بمبادرات مؤيدة ، وأخرى رافضة لبعض قرارات المؤتمر والحكومة ، وشاركت هذه المؤسسات في توعية المواطن بأهمية خوض العملية الانتخابية . وتتزامن هذه الذكرى ، مع انتخاب الهيئة التأسيسية لصياغة مشروع الدستور ، التي انطلقت أمس السبت في 13 ثلاث عشرة دولة في العالم ، وتتوج بيوم الاقتراع في جميع أنحاء ليبيا في الـ 20 من شباط الجاري وانتخابات المجالس البلدية. فقد انطلقت في كافة المدن الليبية الأحتفالات العفوية ، وأقام مجلس طرابلس المحلي "مهرجان طرابلس" أبتداء من يوم أمس السبت ، وحتى الأثنين الموافق السابع عشر من شباط، وذلك إيذانا بإنطلاق الأحتفالات في كل ربوع ليبيا بهذه الذكرى المجيدة. وشارك سكان طرابلس العاصمة وضواحيها، في هذا المهرجان حيث تجمعوا الليلة الماضية في ميدان الشهداء ، وهم يرفعون رايات الاستقلال ويطلقون الألعاب النارية والهتافات والتكبير منشدين أناشيد الحرية والثورة . وكان مجلس طرابلس المحلي ، قد أعلن عن تنظيم مهرجان طرابلس بميدان الشهداء ، وأنه سيتضمن العديد من البرامج والفعاليات الثقافية والفنية والترفيهية ، واستعراضا للسلاح الجوي الليبي والقوات البحرية وللفرق النحاسية والكشافة ، وعرضا للقفز بالمظلات ، ونشاطات غنائية ومسرحية خاصة بالطفل ، وألعابا رياضية ترفيهية متنوعة ، وحفلات فنية طيلة أيام المهرجان . ودعا مراقبون أبناءَ الشعب الليبي، إلى التلاحم والتماسك ورص الصفوف، للوصول إلى مبتغاهم في بناء دولتهم بالطرق الديمقراطية السليمة، وعدم الانجرار وراء الفتنة والمطامع الشخصية التي تدعو إلى الانفلات الداخلي .. مؤكدين أن عصر الدكتاتوريات قد ولى إلى غير رجعة، وأن الليبيين قد عبّروا عن رفضهم لمثل هذه الدعوات. وفي مدينة غريان أكتملت الاستعدادات للاحتفال بالذكرى الثالثة لثورة السابع عشر من فبراير المجيدة، فقد زينت شوارع المدينة بأعلام الاستقلال وأضواء الزينة ونصبت مضخمات الصوت بميدان الشهداء الذي يتوسط المدينة وتعالت الأناشيد الوطنية التي تتغنى بثورة فبراير . وقال رئيس المجلس المحلي لغريان علي المغيربي إن كافة الاستعدادات قد اُتخذت للاحتفال بهذه الذكرى الغالية على قلوب كل الليبيين. وأضاف المغريبي ، وجهنا الدعوات للعديد من المجالس المحلية والعسكرية ومجالس الشورى ومؤسسات المجتمع المدني من كافة المناطق الغربية والشرقية والجنوبية وأسر شهداء الجهاد الليبي لمشاركة مدينة غريان احتفالاتها ، حيث سيقام صباح غد الاثنين احتفال شعبي كبير يتخلله استعراض عسكري لقوات الجيش وكتائب الثوار بالمدينة في التأكيد على قوة ثورة السابع عشر من فبراير وقدرتها على حماية مكتسباتها وتحقيق أهدافها . ويأمل الشعب الليبي في الذكرى الثالثة لثورة السابع عشر من فبراير المباركة التغلب على الصعوبات والتحديات التي تعرقل بناءَ دولته الحديثة المبنية على الديمقراطية والعدالة والمساواة، التي يتطلع إليها كل ليبي حر.