القاهرة - أ.ش.أ
قال الناقد الأدبي والأستاذ بكلية الآداب بجامعة حلوان الدكتور يسري عبدالله إنه بعد ثورتين مجيدتين لم تحرك الثقافة المصرية ساكنا، ولم تصنع تنويرا حقيقيا نجابه به قوى التخلف والرجعية، ومن ثم فإن أزمة جوائز معرض القاهرة الدولي للكتاب تعد مظهرا من مظاهر أزمة الثقافة المصرية في مجملها، حيث غابت الشفافية حين لم تعلن أسماء لجنة التحكيم إلا بعد مطالبات واسعة من جمهور المثقفين، ولا التقارير العلمية التي يفترض أن تتناول الأعمال الإبداعية المتقدمة، ولا حيثيات حكمها النقدي. وأضاف تعليقا على جوائز المعرض التي أعلنت يوم 5 فبراير الجاري: "أود هنا أن أشير تحديدا إلى جائزة شعر العامية، فللأسف الشديد لم يدرك البعض أن فسادا ثقافيا موجودا إلا بعد أن طالهم، لكن مساءلة التحالف المشبوه بين الفساد والرجعية تعد أمرا لا غنى عنه للتأسيس لثقافة حقيقية تنتصر لكل ما هو وطني، وإنساني، وحر، ونبيل، وتقدمي، ودليلا على أن ثمة حيوية في المشهد المصري، خاصة وأن وزارة الثقافة بهيئاتها المختلفة فشلت تماما في مواجهة القوى الظلامية المتطرفة، وتقاعست عن المعركة القائمة بين الأمة المصرية بتنويعاتها المختلفة وبين عصابات الرجعية والإرهاب الدموي، والفساد يعمل كبيئة حاضنة للرجعية. ورأى في هذا الصدد أن الأكثر إدهاشا تمثل في ما فعله رئيس هيئة الكتاب حين فرغ نفسه للسجال الكلامي مع منتقدي أدائه على الفيس بوك، مهاجما إياهم تارة، ومقدما تبريرات غير موضوعية تضعنا أمام عشرات التساؤلات حول المستقبل الغامض للثقافة المصرية تارة أخرى، خاصة حين يقر بأن أحد أعضاء لجنة التحكيم فاز بإحدى الجوائز، أو حين يشير في عبارة غريبة إلى أن جائزة أخرى راعت اعتبارات "الكوتة"، بما يجعلنا أمام حالة عبثية بامتياز. واختتم د. يسري عبدالله تعليقه قائلا: "يبدو أن الشفافية قد باتت حلما بعيد المنال في واقع يكرس للفساد الثقافي بامتياز، ويعيد إنتاج الكهنة والأدعياء ومرتزقة الثقافة، وباختصار شديد: الثورة لم تصل إلى الثقافة بعد".