الرياض ـ واس
أقام فرع جمعية الثقافة والفنون بالدمام بالاشتراك مع نادي المنطقة الشرقية الأدبي احتفالية بيوم القصة العالمي تنوّعت فعالياتها بين المشهد المسرحي والعزف الموسيقي، وبين قراءة القصص القصيرة بمشاركة القاص البحريني أحمد المؤذن والقاص السعودي عبدالله العبدالمحسن. وقال نائب رئيس النادي الأدبي الشاعر محمد الدميني في كلمته أن القصة في المملكة تعاني من شحّ في المطالعة والنشر وكأنها ارتكبت جريمة ما على حدّ تعبيره. وأضاف: "بدت الرواية وكأنها الملاذ الأخير لكتّاب القصة وهذه مأساة في حدّ ذاتها، لأنّ القصة فنّ قائم بذاته له حضوره وروّاده، لكننا في العالم العربي نعاني من غلبة ومطاردة الأشكال الأكثر حضورا في المشهد، وكأنها قاطرة يريد الجميع أن يلتحق بها". وألقى الدميني بنظرة تاريخية على اتجاهات القصة في المملكة، وقال: إنه أحد أفراد جيل الثمانينات الذي تابع تجارب نشأت في ذلك الوقت لأصدقاء كتبوا القصة بمهارة وتجسيد عال للحظة، وقدّموا بشائر الحداثة في مشهد جميل للقصة، ابتدأ من سباعي عثمان وإبراهيم الناصر، ثمّ جبير المليحان وحسين علي حسين، وقبلهم كان خليل الفزيع، وبعدهم عبده خال، ما شكّل طيفا كبيرا قدّم مشهداً رائقا للتضاريس الاجتماعية للمملكة والخليج عموماً. وذكر الدميني أنّ هذا الحراك كان مصحوبا بحركة نقدية جيدة شارك فيها الدكتور محمد الشنطي والدكتور سعيد السريحي وغيرهما، مشيرا إلى أن يوم القصة العالمي هو محاولة لانعاش هذا الفن ودمجه ضمن العمل الإبداعي العالمي، فالسياق الروائي يبدو أنه يصطدم بجدران، ولم يستطع أن يعبّر بالكفاءة التي يتطلّبها صناعة الرواية، فهناك كتّاب كثر للرواية ولكن من ناحية المضمون لا تزال فوق طاولة الطرح والنقاش، ولا يزال للقصة القصيرة مناطق فارغة لم تستطع الرواية أن تشغلها. تلا ذلك عزف الفنان سلمان الجهام على آلة العود في فاصل موسيقي، قبل أن تبدأ الأمسية القصصية لكل من القاص البحريني أحمد المؤذن صاحب مجموعة «أنثى لا تحبّ المطر»، و"رجل للبيع" الذي قرأ عددا من القصص منها: "اليوم ليس كالأمس"، "فضول"، "في المسجد". وجاءت مشاركة القاص عبدالله العبدالمحسن صاحب المجموعة القصصية "شروق في وجه الإسفلت"، وروايات "السواق"و" شحنة غاز طبيعي" بقراءة عدد من القصص منها "لم تكشف بلقيس عن ساقها" و"قبلة مارقة". وختمت الأمسية بتقديم مسرحية قائمة على قصة لبورثي باركر أعدها عبدالله الوصالي وأخرجها المسرحي راشد الورثان.