نعت الحركة الثقافية انطلياس كبيرًا أسقطه الموت انسي الحاج الذي سيبقى سراجًا في قلوب وعقول عارفيه وللأجيال الآتية حيث النور المنتظر. ورأت الحركة ان انسي الحاج نفذ الى الآفاق الأعم وسيعرف اهل لبنان والمحيط العربي ان مرافقته كانت لأغنى والالمع حقبة في تاريخ الوطن الحديث. من الستينات الى العشرينات هذه الحقبة لم يأتها الحج من الخارج بل من الداخل، نظرا لموقعه في الحركة الفنية والأدبية والشعرية والصحفية، مشيرة الى ان المتعمق في قراءة انسي ان ثمة تيارا تفاؤليا محركه الأساسي تفاؤل يرفض الاستسلام، بل هو ايمان حتى في حالة الكفر. ايمان باجتياز الضعف والمآزق والمآسي والفواجع. ففي مجلة شعر حرك الحماسة النثرية وشعرنها من خلال تجربة ذاتية وجودة مفتوحة الامداء على الرؤيا. وهذا ما كان يحميه من النزعة التشاؤمية التي كانت احيانا تفور في قلبه اذ كان يحسن الجمع بين الفن والكلية والخلق. وحين كان الحاج يكتب شعرا يصرخ وحين كان يكتب نثرا يتوجع غضبا وبراءة وتمردا انها صورة الزمن الذي نحن فيه. سنشتاق الى مرآة ثورته في الثبات والتجدد والصورة المنبعثة والحلم. كانت مقالاته في ملحق النهار دليلا لجيلنا في بناء الغد الافضل وحملنا تلك المقالات في شوارع بيروت وفي الجامعة وفي المدرسة ابان تظاهراتنا الكبرى دفاعا عن ديموقراطية التعليم وعن استقلال الوطن وعن العدالة فيه، ولئن استطاع الموت من الجسد فالروح ابقى وروح انسي الحاج ستحمي الحركة الثقافية في انطلياس وتحفزها لتبقى رسولة الينابيع رائدة ومثالا.