دمشق - سانا
أطلقت مؤسسة ثقافية إيطالية ونخبة من العلماء في روما بالتعاون مع المديرية العامة للآثار والمتاحف في سورية حملة واسعة لحشد الرأي العام الأوروبي والعالمي ولفت انتباهه إلى الأضرار الجسيمة التي لحقت بالتراث الثقافي والحضاري في سورية. وترمي الحملة إلى أربعة أهداف أولها إعلام الرأي العام العالمي وتوعيته بوضع التراث الثقافي السوري والمخاطر التي تحيطه والحلول الممكنة إلى جانب التعاون في مشروعات إعادة بناء وترميم المعالم والاثار والتراث الذي لحقه الضرر. أما رابع أهداف الحملة فيتمثل في إقامة معرض أوروبي جوال للأعمال الفنية وبعض روائع التراث السوري تحت إشراف لجنة علمية عالمية ينطلق من روما بعنوان "سورية.. الألق والمأساة" مصحوبا بعرض توثيقي للأضرار الحاصلة وتضم اللجنة المشرفة علماء من جامعات روما والبندقية والسوربون وجامعة برلين الحرة والمعهد الألماني في عمان وبيروت ودمشق. وقال الدكتور مأمون عبد الكريم مدير عام المديرية العامة للآثار والمتاحف في تصريح لـ سانا إن من أطلق الحملة هم شركاء حقيقيون مع المديرية في العمل الأثري والعلمي وهم على تواصل دائم معنا طوال فترة الأزمة من خلال تبادل الأفكار العلمية التي تخدم قضية الاثار في سورية. ولفت عبد الكريم إلى أهمية ما قام به البروفيسور باولو ماتييه عالم الآثار الإيطالي الشهير الذي اكتشف موقع إيبلا الأثري في محافظة إدلب قبل خمسين عاما ولديه مواقف كبيرة بخصوص الدفاع عن التراث الثقافي السوري طوال حياته العلمية التي قضاها في سورية وبقي على تواصل وملتزما بوفائه لسورية شعبا ووطنا وتراثا. وبين أن ماتييه بالتعاون مع فرانشيسكو روتيللي رئيس معهد الثقافة الدبلوماسية في برلين الذي يضم كبار الشخصيات من رؤساء ووزراء سابقين بالتواصل مع منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم "اليونيسكو" وكل المنظمات المعنية بالحفاظ على التراث الأثري قاموا بنشاطات بالتعاون مع المديرية في هذا السياق. وكشف عبد الكريم أن هذه النشاطات ستشمل معرضا سيقام في روما للفت أنظار العالم الى التراث الثقافي السوري إضافة إلى القيام بإجراءات تضمن حماية التراث ضد المافيا الدولية وتقديم العون للمديرية العامة للآثار والمتاحف في مجال التوثيق وتدريب الكوادر وتشجيعهم والتواصل الدولي من خلال المنظمات الدولية المعنية بالثقافة من خلال تقديم الدعم لإنجاح عمل المديرية في حماية التراث السوري. وأوضح أن الحملة ستشمل كذلك إجراءات أولية لتأمين ومراقبة المواقع الأثرية ومكافحة تهريب القطع الأثرية والإعداد لتنشيط سياحة ثقافية لا غنى عنها للتنمية الاقتصادية مستقبلا. كما تتضمن الحملة حسب عبد الكريم قيام هيئة تحكيم من شخصيات دولية بمنح جائزة باسم جائزة إنقاذ التراث الثقافي السوري لشخصية أو جمعية أو مؤسسة ستشارك في حماية الثقافة والفن المهددين في سورية.