كرَّم الأديب ناجي نعمان، من ضمن الموسم السادس لصالونه الأدبي الثقافي ، الفنان التشكيلي المتعدد الإبداعات وجيه نحله، في دار نعمان للثقافة ضمن "لقاء الأربعاء" الرابع والثلاثين. بداية النشيد الوطني، ثم تحية من المضيف إلى جوزف حرب وأنسي الحاج "اللذين غادرانا بعدما نقشا، بالفكر والشعر، صفحتين مجيدتين في ذاكرة لبنان الثقافية"، ثم تم بث نشيد مؤسسة الثقافة بالمجان للمرة الأولى، وهو من ألحان الفنان الجزائري إسماعيل يلس وأدائه، ومن كلمات نعمان الذي تكلم بعدها عن نحله "الذي زامل الإزميل، وصاحب الريشة، فطوعهما، وصاغ بهما إبداعات وإشراقات ونورانيات". ووسط لوحات معروضة من أعمال نحله، تكلم الفنان التشكيلي حسن جوني في زميله، وقال: "وجيه ليس غامضا كالسوريالي، ولا قلقا كالتعبيري، ولا مبتهجا بالضوء كالانطباعي، هو الذي روض الخط حتى أرقصه، وركب فيه أجنحة حتى طيره، لوحاته سرب كلمات استحالت طيورا متموِّجة تبحث عن شمس في خريف العمر، في شتاءاته القاسية". من جهتها اعتبرت الإعلامية مي منسى ان "طبيعته النارية نلمسها في حقبات متعددة من مهاراته الفنية، لا سيما حين الكلمة المستقاة من قدسية الحرف تتروحن لتصبح ابتهالا جماليا وغزلا صوفيا يمجد به الله، فكم تزيَّت ريشته بهذا الوحي السماوي، يشعلها بشهب ناره الدافقة لتغدو للنظر بركانية، إيروتية على صفاء". وقال الأديب جورج مغامس: "هو الساحر مهر في البدع، يخترع ويصنع لا على مثال ولا كمثل مثيل، فيبرع في التوليد تنويعا وفي التنويع توليدا وفي التلوين تلوينا، ينحت في الضوء وفي جري الخيول.. يرقش أبجدية ممالك النحل وأقراص العسل.. يكتب أيقونته!". كما تكلم الدكتور ميشال كعدي باسم مؤسسة ناجي نعمان للثقافة بالمجان، واصفا نحله بالزاهد الذي "يد منه على الفن التشكيلي، ويد أخرى عى الحروف والأنوار". ثم ألقى المحتفى به كلمة جاء فيها: "هذا الكم من الجمالات في كلماتكم سيضيف إلى ألواني لونا جديدا، تكريمكم لي تكريم للفن، تكريم لكل إبداع لبناني تخطى الحدود للعالمية". وكانت مداخلة بالمحكية من الشاعر الياس خليل، ثم تسلَّم نحله بعدها من نعمان شهادة التكريم والاستضافة، وانتقل الجميع إلى نخب المناسبة، وإلى توزيع مجاني لآخر إصدارات مؤسسة ناجي نعمان للثقافة بالمجان ودار نعمان للثقافة، فيما وقع نحلة آخر الكتب فيه على طريقته الفنية".