أهابت وزارة الثقافة بالمنظمات الدولية ذات الصلة بالشأن الثقافي التحرك بفاعلية لمساعدة سورية في حماية قلعة حلب من اعتداءات الإرهابيين وتحييد المدينة القديمة ومواقع التراث الثقافي عن الاحداث الجارية في المدينة. وأشارت الوزارة في بيان تلقت سانا نسخة منه أمس إلى ضرورة التعاون مع الحكومة السورية لانقاذ ما تبقى من عوالم تاريخية في مدينة حلب موضحة أن آخر التقارير الواردة من جهات متعددة تؤكد أن حجم الضرر الحاصل في التراث الثقافي للمدينة بات كبيرا جدا وتجاوز احصائيات العام الماضي التي كانت تتحدث عن تضرر 121 مبنى اضافة الى كتلة الاسواق التي احترقت أجزاء كبيرة منها بفعل الأعمال الإرهابية. ولفتت الوزارة إلى ارتفاع وتيرة التدمير مؤخرا والتي طالت مبنى متحف التقاليد الشعبية بيت اجقباش وبيت غزالة معربة عن قلقها الكبير بشان حفر الانفاق من قبل المسلحين في المدينة القديمة وتفخيخها للوصول إلى أماكن محددة. وحذرت وزارة الثقافة من مخاطر التهديدات التي أطلقتها المجموعات الإرهابية المسلحة مؤخرا بتفجير قلعة حلب الشاهد الأبرز على تاريخ المنطقة مشيرة إلى ما تداولته وسائل إعلام ومواقع التواصل الاجتماعي موءخرا من مقاطع فيديو يبدو فيها المسلحون وهم يقومون بحفر الانفاق باتجاه القلعة تمهيدا لتفخيخها الأمر الذي من شأنه فقدان التراث الثقافي الإنساني جزءا غاليا من مكوناته لا يمكن تعويضه أبدا. ولفتت الوزارة في بيانها الى ان مدينة حلب القديمة درة التراث الثقافي السوري وحاضرة التراث الاسلامي في العالم الإسلامي وتضم أكثر من 150 أثرا مهما تمثل مختلف الحضارات الانسانية والعصور وتتميز بنسيجها الحضري الفريد من نوعه على مستوى العالم موضحة انه نظرا للاهمية الثقافي الاستثنائية لمدينة حلب القديمة تم تسجيلها على قائمة التراث العالمي لمنظمة اليونسكو عام 1986. يذكر أن المجموعات الإرهابية المسلحة احرقت ودمرت العديد من الأسواق التاريخية والخانات في مدينة حلب القديمة اضافة إلى استهدافها للمساجد ولا سيما الجامع الأموي الكبير أحد أهم المعالم الإسلامية في مدينة حلب وألحقت به أضرارا كبيرة الأمر الذي دفع إلى وضعها على لائحة اليونسكو للتراث المهدد بالخطر عام 2013.