دمشق - سانا
الشاعر خالد الأسعد يكتب الشعر المحكي بأسلوب لا يختلف عن الفصيح فهو ملتزم بالضوابط والإيقاع ويعمل على التقاط الصورة ليجسدها عبر الدلالات التي تأتي وفق التوازن الموضوعي في نصوصه فتميزت قصائده بالعاطفة والإحساس والانتماء الوطني. ويرى الأسعد في حديث لمندوب سانا الثقافي أن كتابة الشعر باللهجة المحكية تشبه كتابته باللغة الفصحى لأن الشعر المحكي يحتاج إلى موهبة وثقافة وأعراف وتقاليد وموروث فهو عالم ثقافي متكامل وكذلك يحتاج إلى حالة نفسية تجعل العاطفة هي الدافع الوحيد للكتابة وهذا النوع من الشعر حتى يصل إلى مرتبة الشعر الحقيقي لا بد من أن يكون مدهشاً. وأضاف الأسعد: أشعر أن الحزن هو دافع أكثر حضوراً في شعري من الفرح لأنه يسهم في حمل مأساتي ويخفف ألم جراحي ويكون حالة إيجابية للمجتمع الذي يحيط بي أو لمن يتلقاه فأنا أحمله كل ما أملك من تراكمات اكتسبتها عبر علاقاتي الاجتماعية واطلاعي الثقافي ومعرفتي بالأشياء مستشهدا بقصيدة "الوطن" التي كتبها خلال الأزمة: الوقت قاسي والليالي بها هم .. والقلب يشتكي لفراق غاليه والعين تبكي ودمعها صار دم .. والجرح ينزف عالوطن والحل فيه ويش حيلة الما عندو شي يلتم .. سود الليالي في طريقه تعنيه. وقال الأسعد إن هذا النوع من الشعر يجب أن يمتلك المقومات التي تمكنه من الوصول إلى سائر أنحاء الوطن العربي ليساهم بواجب وطني كما ساهمت سائر الأجناس الأدبية الأخرى فعلى القصيدة أن تخرج من إطار البيئة الواحدة حتى تتفاعل مع البيئات الأخرى "الهم والألم" لافتاً إلى أن من أهم أولوياته العربية هي الكتابة عن القدس كونها أولى القبلتين التي اغتصبها الصهاينة مشيرا إلى أنه يهتم كثيرا بالطفولة لأن الطفولة هي المستقبل وعنوان الحضارة. وعن رأيه بالمتداول من الشعر المحكي قال إن الشعر المحكي موجود بشكل جيد وله تأثيره الاجتماعي والشعبي إلا أنه مهمش كثيراً ونحن نضرب عرض الحائط بدوره الاجتماعي وتأثيره بأي حدث كان كما ننسى دوره الريادي في تقدم الأغنية السورية والعربية ولا أرى مانعاً من تحقيق كيان له حتى نصل إلى تحقيق الفائدة الوطنية والاجتماعية التي ينشدها أغلب الشعراء من خلال مقدرتهم على نظمه. يذكر أن الشاعر خالد الأسعد شارك في العديد من الأمسيات والمهرجانات الوطنية والاجتماعية مع نجوم الشعر النبطي والمحكي في سورية والوطن العربي وهو يعمل على طبع ما يحفظه من شعره.