باريس ـ أ.ف.ب
يقام في فرنسا الجمعة 28 فبراير/شباط حفل توزيع جوائز "السيزار" السينمائية. وتحتل ثلاثة من الأفلام التي تتناول المثلية الجنسية أعلى قائمة الأعمال الأوفر حظا للفوز. يتنافس فيلم المخرج الفرنسي التونسي عبد اللطيف كشيش "حياة أديل" ضمن ثماني مسابقات في "السيزار" ومنها أفضل صورة –سفيان الفاني- والإخراج وأفضل ممثلة –ليا سيدو- وأكثر ممثلة واعدة –أديل إيخرخوبولوس-. ويسرد الفيلم الذي حصل على السعفة الذهبية في مهرجان كان 2013 قصة حب بين مثليتي الجنس. وينتظر العديد بفارغ الصبر ردة فعل المخرج عبد اللطيف كشيش وبطلة فيلمه ليا سيدو خلال حفل السيزار بعد أن تناول الإعلام مطولا وبمبالغة الخلاف الذي نشب بينهما على خلفية طريقة كشيش في إدارة التمثيل.... فكثرت التكهنات: هل سيقبلان بعضهما أم سيتجاهلان بعضهما؟ ويتنافس كذلك فيلم المخرج آلان غيرودي "غريب البحيرة" على ثمانية "سيزارات" منها أفضل فيلم وأفضل إخراج. ورأى البعض أن في الفيلم إثارة على طريقة هتشكوك، ويتناول قصص جنس وجريمة في مكان يلتقي فيه المثليون في ريف فرنسا. وأثار الفيلم جدلا بسبب مشاهد ممارسة الجنس بين الذكور. لكن الفيلم الأكثر اختيارا هو "الأولاد وغيوم، على الغذاء!" للفرنسي غيوم غاليان. وهو سيرة ذاتية في شكل كوميدي تتنافس في 10 مسابقات ويلعب فيها المخرج والمؤلف عدة أدوار وحتى دور أمه ولاقى نجاحا كبيرا على الصعيد التجاري وفي أوساط النقد السينمائي. ويروي الفيلم قصة شاب يخال الجميع خطأ أنه مثلي الجنس. أما الأعمال الأخرى التي تتنافس من أجل سيزار أفضل صورة فهي كوميديا "تسعة أشهر نافذة" التي لاقت إقبالا جماهريا واسعا، وفيلم "جيمي. بي" للفرنسي أرنو ديبليشان الذي صاغ دراما على الطريقة الأمريكية مشبعة بالتحليل النفسي، وفيلم "الماضي"الناطق بالفرنسية للإيراني أصغر فرهادي وفيلم "فينوس في الفراء" الذي اقتبسه المخرج رومان بولانسكي من الرواية الإباحية الشهيرة التي تحمل نفس العنوان. وإلى جانب ليا سيدو، تقف بيرينيس بيجو في نفس خط السباق من أجل سيزار أفضل ممثلة، فكانت بيجو قد حازت سعفة في كان عن دور الأم المرهقة والممزقة بين عشيقها الجديد وزوجها السابق في فيلم "الماضي". ومن المرشحين لجائزة أفضل ممثل ماتيو آملريك عن دوره في "فينوس في الفراء" ومادس ميكلسين عن دور تاجر خيول في القرن السادس عشر في فيلم "ميكاييل كولهاس". عشيقة الرئيس الفرنسي المفترضة مرشحة لإحدى الجوائز ولعل الترشيح الذي أثار أكبر ضجة هو ترشيح جولي غاييه العشيقة المفترضة للرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند. ولعبت جولي غاييه دور مستشارة في وزارة الخارجية وميزتها الغدر في فيلم "كيه دورسيه" لبرتران تافيرنييه. وإذا فازت جولي غاييه بسيزار أفضل دور ثانوي سيكون خطابها الأكثر ترقبا ومراقبة وتحليلا ونقدا من الصحافة والجمهور. ويبدو فيلم "الجمال الكبير" للإيطالي باولو سورنتينو ولمصور في روما الأوفر حظا للفوز في فئة أفضل فيلم أجنبي بالتمثال الصغير –وهو شكل جوائز السيزار-، ويرجح أن يكون السيزار محطته الأولى في طريق المجد فهو مرشح أيضا لحفل جوائز الأوسكار التي يقام الأحد في لوس أنجلس. وفي نفس الفئة يتسابق "الياسمين الأزرق" لودي آلان و"غرافيتي" لألفونسو كوارون و"دجانغو أنشيند" لكنتين ترانتينو. وفي حال عاد تارنتينو بخفي حنين من السيزار لن ينسى الحاضرون سرعة لهجته وحضوره النافذ حين سيقدم سيزارا شرفيا للممثلة الأمريكية سكارليت جوهانسون التي تعيش قسما من السنة في باريس. ويبدو أن أعضاء الأكاديمية الفرنسية لفنون السينما أخذت على محمل الفكاهة تصريحات جوهانسون الأخيرة حول غياب حس الضيافة عند الباريسيين.