تلقى الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، دعوة رسمية من دولة كوسوفا لزيارتها ولقاء المسئولين بها وأبناء الشعب الكوسوفي، والتعرف على أوضاع المسلمين في البلقان، وذلك فى إطار الدور الكبير للأزهر كمنارة للعلم وللمنهج الوسطي المعتدل ولدعم العلاقات المتميزة بين مصر بلد الأزهر، وبين كوسوفا في مختلف المجالات ومنها الدينية، على أن يتم تلبيتها قريبا بالتنسيق بين الجانبين. أعلن ذلك السفير الدكتور بكر إسماعيل مستشار وزير خارجية كوسوفا وممثلها في مصر، خلال الحلقة النقاشية التي تم تنظيمها حول مستقبل العلاقات بين مصر وكوسوفا بعد اعتراف مصر الرسمي بدولة كوسوفا، وفى إطار احتفالاتها بعيد استقلالها الوطني السادس. وأعرب الدكتور إسماعيل عن أمله فى إنهاء الإجراءات الإدارية وتوقيع بروتوكول تبادل التمثيل الدبلوماسي بين مصر وبلاده في القريب العاجل بما يمهد لفتح سفارة لكوسوفا في مصر، ويساهم بفاعلية فى تعزيز علاقات التعاون المشترك في مختلف المجالات الدينية والاقتصادية والعلمية والتجارية وتطوير التعاون القائم حاليا بين البلدين. وأشار إلى أن افتتاح سفارة لكوسوفا بمصر سيساهم في تسهيل حركة السياحة والتجارة والاستثمار، ومنح التأشيرات بشكل مباشر لرجال الأعمال في كوسوفا لإقامة مشروعات في مصر، ودعم التعاون العلمي وزيادة التوافد السياحى إلى مصر، خاصة بعد اعتراف مصر بحجمها وثقلها وتأثيرها فى المحيطين الإقليمى والدولى قبل عدة شهور بدولة كوسوفا، والذي كان له الدور الكبير فى زيادة عدد الدول التي اعترفت بكوسوفا حتى الآن، ووصلت إلى 107 دول آخرها لوسوتو ومنها 62 دولة قامت بتبادل التمثيل الدبلوماسي معها وفتح سفارات فيها. كما ثمن السفير الدكتور بكر إسماعيل العلاقات بين كوسوفا ومصر ووصفها بالوطيدة، والوثيقة منذ قرون عديدة إذ أن كوسوفا جزء من الشعب الألباني الذي يقطن في منطقة البلقان، وهناك علاقات حضارية وثقافية وتاريخية ودينية بين شعبى البلدين من سنوات عدة، وقال نحن نتطلع إلى مزيد من التعاون بين مصر وكوسوفا، وبما يخدم المصالح المشتركة للدولتين الصديقتين. وكشف ممثل دولة كوسوفا بمصر عن قيام وفد من رجال الأعمال والغرف التجارية في كوسوفا قريبا بزيارة مصر، وعقد اتفاقيات تبادل تجارى مع الغرف التجارية ورجال الأعمال في مصر لدعم التعاون التجاري المشترك، مبينا أن افتتاح سفارة لبلاده سيدعم هذا التوجه، وييسره مستقبلا بدلا من الحصول على تأشيرات دخول لمصر من أقرب الدول، مبينا أن وفدا دينيا كبيرا برئاسة مفتى كوسوفا الشيخ نعيم تيرنافا سيزور مصر شهر آذار المقبل للمشاركة في مؤتمر المجلس الأعلى للشئون الإسلامية بمصر حول مواجهة التشدد والغلو، فيما يشارك دبلوماسيون كوسوف في دورة تدريبية تنظمها الخارجية المصرية قريبا. وأشار المشاركون في الحلقة النقاشية من أساتذة جامعة الأزهر إلى أهمية الإسراع بالتمثيل الدبلوماسي، وفتح السفارات بين مصر وكوسوفا بما يدعم العلاقات القائمة حاليا بين البلدين والشعبين مثمنين الدور الذي قام به الدكتور إسماعيل كممثل لبلاده بمصر منذ عشرات السنين وكخريج من جامعة الأزهر في دعم العلاقات الثنائية، واختياره سفيرا لبلاده بمصر. بدوره أكد الدكتور أحمد سليمان المدير التنفيذي برابطة الجامعات الإسلامية بالأزهر، ما تتمتع به دولة كوسوفا كدولة غنية بالثروات المعدنية والبشرية والحضارية والثقافية، وشعبها على درجة عالية من الفكر والثقافة، وهي دولةَ تسعى جاهدة لتحقيق السلام العادل والدائم في العالم عامةً وفى منطقة البلقان خاصةً، وتنبذ العنف وتحترم الآخر بما يدعم التقارب بين البلدين. وأشار الدكتور كمال بريقع الأستاذ بكلية اللغات والترجمة بجامعة الأزهر، إلى أن العلاقات التاريخية والثقافية والأواصر الحميمة التي تربط بين الشعبين الشقيقين "المصري والكوسوفى"، ساهمت في اعتراف مصر بدولة كوسوفا مما كان له الأثر في زيادة عدد الدول التي اعترفت بها.