استجابةً إلى دعوة المدير العام لمنظمة اليونسكو للتربية والعلوم والثقافة السيدة إيرينا بوكوفا للحفاظ على الإرث الثقافي الإنساني لمدينة تمبكتو في مالي، سارع المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي في مملكة البحرين إلى مدّ يد المساعدة للسلطات الماليّة في جهودها من أجل إعادة بناء وترميم الأضرار التي طالت المعالم التراثيّة والمخطوطات الأثريّة في تمبكتو. وصرّحت معالي الشيخة مي بنت محمّد آل خليفة رئيسة مجلس إدارة المركز الإقليمي العربي أنّ "دور المركز يتعدّى جغرافية العالم العربي حين يتعلّق الأمر بالتراث الإنساني العالمي، ولذا من البديهي أن نستجيب إلى دعوة اليونسكو في المساهمة بالتوعية بأهميّة الحفاظ على التراث الثقافي في تمبكتو والمساعدة الميدانيّة التي تعيد للمكان ما فقده خلال الأحداث الأخيرة". هذا وأشار الدكتور منير بو شناقي، مدير المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي إلى الأهميّة التاريخيّة لمدينة تمبكتو والتي تعود إلى القرنين الخامس عشر والسادس عشر كمركز حيوي في نشر الدين الإسلامي في قارة إفريقيا، مضيفاً أنها كانت تعتبر عاصمة روحيّة وثقافيّة في المنطقة. من الجدير ذكره أن موقع مدينة تمبكتو أدرج على لائحة التراث الإنساني العالمي لمنظمة اليونسكو عام 1988م وبعد أحداث عام 2012م التي تسببت بتدمير عدد من الأضرحة التي تعود إلى قرون وطالما شهدت على التاريخ الإسلامي في القارة السمراء، أدرجت المدينة على قائمة اليونسكو للمواقع المعرّضة للخطر. وتقع مدينة تمبكتو في مالي، جنوب الصحراء الإفريقية، وشهد تاريخها خلال القرون الماضية ازدهاراً علمياً إذ استقطبت المدرسين وطلاب العلم وكانت تعدّ منارة للمعرفة في افريقيا. يأتي هذا الدعم ضمن استراتيجيّة المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي الذي تتوافق أهدافه مع اتفاقية التراث العالمي فيما يتعلّق بحماية التراث الثقافي والطبيعي الذي يعكس حضارة الشعوب في العالم. المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي في مملكة البحرين افتتح عام 2012م في المنامة عاصمة الثقافة العربية بعد إقرار إنشائه من قبل المؤتمر العام لليونسكو في دورته الخامسة والثلاثين التي عقدت عام 2010م، ويعدّ المرجع الأوّل للعالم العربي للحفاظ على الإرث الثقافي الإنساني والطبيعي للمنطقة.