القاهرة ـ أ.ش.أ
كتب المسرحي بريت بيلي (من جنوب أفريقيا) رسالة اليوم العالمي للمسرح هذا العام الذي يوافق 27 مارس من كل عام. ونشرت الهيئة العربية للمسرح ترجمة للرسالة التي ينتظرها المسرحيون في مختلف أقطار العالم. وقال بيلي في الرسالة: "أينما وجدت جماعة بشرية، فلسوف تتبدى روح العرض الجامحة، فتحت الأشجار في صغريات القرى، بل وفي مسارح المدائن عالية التقنية، وفي قاعات المدارس، وفي الحقول والمعابد، في أحياء الفقراء وفي قصور المدن، وفي السراديب الداخلية وفي مراكز الأقليات، فإن الناس ينجذبون بعضهم إلى بعض متجمعين حول عوالم مسرحية نوجدها نحن لنعبر عن تشابكاتنا الإنسانية، وعن تعددنا، عن جراحاتنا، عن أجسادنا الحية وأنفاسنا وأصواتنا". وأضاف: "نلتئم لننتحب ونتذكر، نضحك ونتألم، نتعلم ونقرأ ونتخيل، لنلتقط نفسنا المشترك من قدرتنا على الجمال والشفقة والوحشية. نأتي لنتزود بالطاقة لنستطيع أن نتمكن من الاحتفال بالثراء في مختلف ثقافاتنا، ولنبدد الحدود التي تباعد بيننا". وقال المسرحي بريت بيلي ، في رسالة اليوم العالمي للمسرح، "أينما وجدت مجموعة من البشر، فإن روح العرض المسرحية سوف تظهر، تولدها الجماعة واضعة أقنعتها ولابسة أزياء بتقاليد عديدة، بل وتوشج ما بين لغاتنا وإيقاعاتنا وإيماءاتنا، وتفسح لها مكانة بيننا". وأضاف: "أما نحن، أهل المسرح الذين نعمل بهذه الروح التلدة، فنشعر باضطرارنا لأن تسلك الروح عبر افئدتنا حتى يمكن لأفكارنا وأجسادنا أن تفصح عن واقعنا في دنيويته وفي لمعانه الغامض". وقال: "لكن في هذا العصر الذي تناضل فيه الملايين العديدة من البشر لأجل البقاء وتعاني تحت نير أنظمة قمعية ورأسمالية ضارية، فإنها لتشعر بالصراعات والشدائد، وأن خصوصياتنا مخترقة بالوكالات السرية والمخابرات، وأن كلماتنا تتم مراقبتها بواسطة حكومات متعسفة، بل إن الأحراش تتم إبادتها والأنواع تمحق، و تسمم البحار، فما الذي سنضطر نحن للكشف عنه؟". وأضاف: "في هذا العالم غير متكافيء القوى، والذي تحاول فيه قوى بطش متعددة أن تقنعنا أن أمة واحدة، جنسا واحدا، نوعا واحدا، أو تفضيلا جنسيا، دينا واحدا، أيديولوجية واحدة، أو إطارا ثقافيا واحدا هو الأعلى والمعلى على غيره، علينا أن نشدد على أن الفنون لا يجب أن تفصم عن روابطها الإجتماعية". وقال المسرحي بريت بيلي ، في رسالة اليوم العالمي للمسرح، "هل لنا نحن أهل فنون المسارح والحلبات أن نفسح لنا مكانة في قلوب وعقول مجتمعاتنا، لنجمع الناس حولنا، لنلهم ونسحر ونعلم ونبدع عالما من الأمل، وتعاونا بمحبة فيما بيننا؟". ومن المقرر أن تقرأ رسالة بريت بيلي في أحياء الاحتفال باليوم العالمي للمسرح في 27 مارس الجاري عبر مختلف مسارح العالم. وسيلقيها بيلي بنفسه في قاعة منظمة "اليونسكو" في باريس. وبريت بيلي كاتب مسرحي ومصمم ديكور ومخرج درامي وتشكيلي، من جنوب أفريقيا. وعرف بمسرحياته المميزة لفترة ما بعد الكولونيالية، ومن أشهرها "أبونا الكبير". ومن عروضه المسرحية المعروفة أيضا "ياقوت الدم"، وأخرج عرض افتتاح القمة العالمية للثقافة والفنون في جوهانسبرج في العام 2009. وذاعت أعماله في مسارح أوروبا واستراليا بعد أفريقيا، ونال عليها العديد من الجوائز بما فيها الميدالية الذهبية للتصميم في معرض في براغ. وشارك بالتحكيم في معارض دولية فنية وموسيقية واستعراضات مسرحية. وبدأ الاحتفال باليوم العالمي للمسرح بقرار من الهيئة العالمية للمسرح في باريس منذ العام 1962، وبات من التقاليد المسرحية أن تكلف في كل عام مسرحيا مميّزا لكتابة رسالة اليوم العالمي للمسرح، الذي يصادف اليوم السابع والعشرين من شهر مارس من كل عام، ويتم ترجمة الرسالة إلى أكثر من عشرين لغة، وتقرأ في آلاف القاعات المسرحية حول العالم. ومن بين من كتبوا رسالة اليوم العالمي للمسرح، آرثر ميلر، لورنس أوليفيه، بيتر بروك، مارتن أصلان، سعد الله ونوس، فتحية العسال، والشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي.