مراكش ـ ثورية ايشرم
تحفل الأسواق التقليديّة الشعبيّة في المدينة الحمراء، بألوان التوابل والبهارات المراكشيّة المنتشرة في معظم المحلات وسط المدينة العتيقة، التي تأسر زوّار تلك الأسواق، وتجلبك رائحتها القوية التي تعطر أجواء السوق، ويسحرك منظرها وهي موضوعة بعناية وترتيب يصعب فهم الطريقة التي اعتمد عليها البائع من أجل رصّها بذلك المنظر الجميل. ويُقبل المغاربة على شراء التوابل والبهارات من شتّى الأنواع والأصناف، ولا يستغنون عنها في حياتهم اليوميّة، والتي تميّز الأطباق المغربيّة، وتمنحها تلك النكهة المميزة وتلك اللذّة التي تُعتبر سر المطبخ المغربيّ، والتي يعشقها الجميع، ومن دونها لا يمكن لأية أكلة أن تكون مُتكاملة، وعلى الرغم من أن المغرب من أشهر البلدان التي تتميز بمختلف النكهات واختلاف التوابل والبهارات الخاصة بالمطبخ ، إلا أن باعة وتجّار هذه المواد لا يكتفون بالمواد المغربيّة، بل يتعدون حدود المملكة لاستيراد بهارات من الشرق والهند، نظرًا للإقبال الكبير عليها مما يجعل السوق دائمًا في حاجة كبيرة ومخزون دائم يكفي السوق المغربيّة، بشرط أن تكون ذات جودة عالية، والتي يتأكد منها كل زبون يُقبل على شرائها، إذ لا يمكن خداعه بمدى جودتها بحكم أنه خبير بنوعية التوابل التي تعود عليها منذ طفولته. وأفادت التقارير الرسميّة التي أوردتها الأبحاث المغربيّة، أن المملكة من أكثر البلدان شهرة في استعمال التوابل والبهارات في المطبخ المغربيّ، حيث يصل مُعدّل استهلاك الفرد الواحد من التوابل أكثر من 800 غرام، والتي تشهد ارتفاعًا مهمًا عند حلول عيد الأضحى وشهر رمضان، حيث يعتمد المغاربة على استهلاك البهارات بشكل مضاعف عند إعداد الوجبات اليوميّة. وتُعتبر مراكش وفاس من أكبر المدن المغربيّة التي تشهد انتشارًا للأسواق التقليديّة المُختصّة بالتوابل والبهارات.