نظم المجلس العربي للطفولة والأمومة حلقة نقاشية حول "تأهيل ودمج أطفال الشوارع من خلال تربية الأمل"، تحت رعاية الأمير طلال بن عبد العزيز رئيس المجلي وذلك بحضور نخبة من المثقفين والمفكرين والإعلاميين من مختلف وسائل الإعلام. وأوضح الدكتور حسن البيلاوي أمين عام المجلس، في بداية الحلقة، أن قضية أطفال الشوارع هي في الأساس قضية غياب عدل اجتماعي، وأن اختزال العدل الاجتماعي في الحد الأدنى من الأجور يعد خللا باعتبار أن العدل الاجتماعي لابد وأن يمتد لعلاج مشاكل الفقر وأطفال الشوارع وغيرها من القضايا الاجتماعية. وقال إنه رغم الاختلاف حول عدد هؤلاء الأطفال إلا أن كل المؤشرات تؤكد أن هناك تزايدا كبيرا في أعدادهم خلال السنوات الأخيرة وهو ما يدعو إلى ضرورة العمل للخروج بهولاء الأطفال من دائرة الظلم الاجتماعي إلى تحقيق المواطنة والحياة الكريمة وفي النهاية لا يتم التحدث عن هؤلاء الأطفال كقنبلة موقوتة إنما نعمة يمكن استثمارها لصالح المجتمع. وعرض البيلاوي فكرة المشروع الذي سيبدأ المجلس تنفيذه حول تأهيل ودمج أطفال الشوارع من خلال تربية الأمل في جمهورية مصر العربية، بالتعاون مع وزارة التضامن الاجتماعي والمجلس القومي للطفولة والأمومة ووزارة العدل والاتحاد العام للجمعيات الأهلية، وعدد آخر من الشركاء في مصر. وشدد الأمين العام على أهمية تنفيذ هذا المشروع الذي حرص الأمير طلال بن عبد العزيز على بدء تنفيذه في مصر حيث يستمر المشروع ثلاث سنوات من خلال خمس مراحل ويستهدف أكثر من ألف طفل داخل مؤسسات الأيواء، موضحا أن العمل سيقوم على أساس برامج لتأهيل الأطفال على كسب الثقة وتربية الأمل واكتشاف الذات وتنمية مهارات الحياة ومن ثم العمل على الدمج المجتمعي، ويتم ذلك في إطار تطوير البيئة التشريعية والمؤسسية وتدريب القيادات والكوادر. ومن جانبها، أشارت الدكتورة ثائرة شعلان مديرة إدارة البرامج إلى أن المشروع سيعتمد على توفير البيئات التمكينية الداعمة وبناء قدرات العاملين داخل تلك المؤسسات بما يضمن التطوير الإداري لهذه المؤسسات وتطوير التشريعات وتفعيل لجان حماية الطفل في المحافظات، وصولا إلى القدرة على تأهيل الأطفال ودمجهم في مسارات صحيحة تعليميا ومهنيا وفنيا ورياضيا. فيما أكد عبد المنعم الأشنيهي مدير إعلام الأمير طلال والمشرف العام على موقع إضاءة الإخباري أن تلك القضية احتلت اهتمام المجلس ولازالت تمثل الأولوية، مشيرا إلى أن القضية استفحلت مخاطرها في مصر خاصة في السنوات الثلاث الأخيرة ولم يعد يكفي القول بأنها قنابل موقوتة بل بدت أقرب إلى جينات سرطانية في جسد المجتمع المصري بعد أن تم استغلالها في أعمال عنف وبلطجة وإرهاب إلى جانب الممارسات والانحرافات لكل ما هو خارج عن العرف والقانون، داعيا إلى ضرورة العمل لدعم هذه القضية الخطيرة. وقدم الحضور عددا من المداخلات التي ركزت على سرعة العمل المجتمعي من أجل دعم ومناصرة هذه القضية بما يساهم في تغيير النظرة لهؤلاء الأطفال إيجابيا، وتطوير التشريعات، والاستفادة من كل التجارب والخبرات التي سبق وأن تمت في مصر مع توسيع الشراكات مع المؤسسات ذات العلاقة، مؤكدين على الالتزام بالعمل على دعم تلك القضية إعلاميا. يذكر أن المجلس العربي للطفولة والتنمية قد أولى اهتماما بقضية أطفال الشوارع منذ تسعينيات القرن الماضي، وبذل العديد من الجهود حتى أطلق الأمير طلال بن عبد العزيز رئيس المجلس دعوته "معا حتى لا ينام طفل عربي في الشارع"، وتوالت جهود المجلس وتواصلت من خلال المشروع العربي لحماية أطفال الشوارع الذي نفذ في خمس دول عربية من بينها مصر، حيث تم تدريب 500 كادر من العاملين في مؤسسات إيواء أطفال الشوارع على مستوى أكثر من 17 محافظة مصرية بالتعاون مع المجلس القومي للطفولة والأمومة.