يقف الكثير من الأطفال مكتوفي الأيدي أمام كيفية اختيار القصة المناسبة والمشوقة , وهذا الملاحظ في جناح الطفل ضمن معرض الكتاب الدولي بالرياض الحالي حيث ينتقلون بين الدور المشاركة ويتصفحون القصص المناسبة للشراء إما من خلال رسوماتها الكاريكاتيرية أو عنوانها المشوق أو التي تحوي قطع قماشية الملمس أو المصطحبة بأقراص مدمجة , فأصبحت القصص أشبه ما تكون لعبة من عدة أوراق تشجع الطفل على تعلم ما فيها بمساعدة والديه للحصول على المعلومة التي يريدها . فقبل أن يقرأ وبعد دخول المدرسة تعد القصص هي المعلم الثالث بعد الأسرة والمدرسة , وتتعدد مستويات القصص للأطفال من حيث المحتوى بحسب السن حيث تكثر الرسوم وتقل الكلمات في السنوات الأولى وبالعكس تقل الرسوم وتكثر الكلمات في السنوات المتأخرة وتتطور مادة القراءة للطفل لتشمل أيضا أسلوب الكتاب ونوعية المحتوى فتختلف باختلاف البيئة التي يعيشها الطفل .‏ وفي جولة لمراسلة ( واس ) بين أروقة جناح الطفل أكدت مجموعة من الأمهات اللاتي حضرن للمعرض أن أبنائهن وبناتهن يميلون لشراء القصص التي تحوي أقراصا مدمجة هربا من القراءة وحبا في الاستماع والاستمتاع بالمشاهدة حيث يستقل كل طفل حاليا بجهاز حاسب آلي عن أسرته , أما البعض منهم فيختار القصة من خلال العنوان ورسوماتها بغض النظر عن ما تحويه . وأفاد الطفل محمد العبدالله أنه يحب شراء القصص القريبة من الواقع وحوادث الحياة اليومية , فيما تفضل الطفلة هناء العبدالله قصص الحيوانات والاختراعات لأنها تميل إلى الخيال والفكاهة . أما الطفل سعد المالكي ذو العشر سنوات فيحب قصص التاريخ والبطولات الإسلامية لأنها تشعره بالفخر نحو الدين الإسلامي وكيف استطاع أن ينتشر على الكرة الأرضية من المشرق إلى المغرب وعن أبرز جهود العلماء المستكشفين واختراعاتهم , وقال الطفل محمد الهاجري القادم من المنطقة الشرقية : إنني أنتظر معرض الكتاب كل عام بشغف وشوق وأقوم خلال العام بتدوين بعض أسماء الكتب من خلال ما أسمعه من آراء زملائي أو أقاربي في ورقة ليتسنى لي شراء مجموعة تكفيني طول العام وأنا أفضل القصص البوليسية وحوادث الشجاعة التي فيها حب المغامرة والاستكشاف . وتميل الطفلة رغد الدايل في الصف الخامس ابتدائي إلى شراء القصص القرآنية والدينية وقالت : إنها تحث على الصبر والتفكر بعجائب قدرة الله وتحوي الحوار والحكمة والاعتبار بالأقوام السابقة كخطة عملية للتربية سلوكا وأخلاقا وتمتاز بشريف المقاصد مستشهدة بقوله تعالى من سورة يوسف " نحن نقص عليك أحسن القصص " , فيما تجذب القصص الاجتماعية التي تميل إلى الواقعية اختها مرام الدايل من الصف الأول متوسط لما فيها من تنمية القدرة الفكرية والقدرة على اتخاذ القرار حسب الموقف وتزيد من القدرة اللغوية . فيما ذكر الطفل ناصر مشعل ذو التسع سنوات أنه لا يحب شراء القصص لأنها تأخذ حيزا في غرفته إنما يفضل تصفحها على المواقع الإلكترونية الخاصة بالأطفال , أما الطفلة أبرار محمد فتفضل الاشتراك السنوي بمجلات الأطفال لأنها تحوي معلومات متنوعة وحديثة في الطب والشعر والرسم والعلوم والرياضيات وتطرح فيها مسابقات شهرية تستطيع الحصول على جوائز بالإضافة أنها تعد مرجعا لها إذا ُطلب منها مواضيع في الإذاعة المدرسية .