ضمن سلسلة أعلام للناشئة التي تصدرها الهيئة العامة السورية للكتاب خصصت الهيئة العامة العدد الرابع والعشرين للمجاهد السوري الثائر صالح العلي من اعداد عزيز نصار ورسوم عبد الناصر الشعال الذي يقع في سبعين صفحة من القطع الصغير. ويبدأ الكتاب بلمحة عن سيرة الشيخ المجاهد المولود في قرية المريقب بريف طرطوس عام 1883 في أسرة لها مكانتها الاجتماعية وكان في طليعة المقاتلين الذين يستلهمون منه البطولة والتضحية حتى وصفوه بالرجل الحديدي الجريء الشديد المراس. ولم يكن الشيخ صالح العلي خريج مدرسة عسكرية ولا يحمل رتبة رفيعة وإنما هو رجل محارب شجاع أكسبته التجارب خبرة عسكرية حيرت ضباط الجيش الفرنسي الذي كان يحتل سورية.. وقد كان له الفضل الأكبر في ثبات الثورة السورية ضد الاحتلال ونجاحها. وكان الشيخ العلي يقوم بتدريب الثائرين على الرماية الدقيقة ويضع جوائز للمتفوقين ويمنع المجاهدين من ارتداء الملابس التي يخالف لونها لون الأرض حتى لايكونوا هدفا للطائرات الفرنسية.. وشكل محكمة للثورة وفرقا للتفتيش وأخرى للامن لمراقبة الجنود والمحافظة على النظام. كما يقدم الكتاب لمحة تاريخية عن الوضع السياسي والعربي والدولي والظروف التي كانت تحيط بسورية في فترة الحرب العالمية الأولى وجيوش الحلفاء ودعم الملك فيصل للثورة السورية واحتلال الجيش الفرنسي لسورية.. والمعارك المظفرة التي خاضها المجاهدون بقيادة الشيخ العلي ضد قوات الاحتلال. ويحكي الكتاب بالتفصيل عن المفاوضات بين الشيخ المجاهد والفرنسيين وعن لقائه مع وزير الحربية في ذلك الوقت المجاهد يوسف العظمة وعن احتلال الفرنسيين للشام اضافة الى لمحة عن تركيا وجيش مصطفى كمال وإيفاد مبعوث من قبل الشيخ العلي إلى تركيا. ويتناول الكتاب الجانب الشعري من حياة المجاهد الشاعر وينشر مقاطع من شعره يتغنى فيها بحب الوطن والتصوف الذي تسمو به الروح.