أطلق سكان مدينة تمبكتو (مالي)  الجمعة عملية إعادة بناء أول ضريحين مدرجين في قائمة التراث العالمي اللذين دمرا أثناء احتلال الجماعات المسلحة الذي تعرضت له المناطق الواقعة شمال ووسط البلاد فى يوليو 2012. وذكرت منظمة اليونسكو ومقرها باريس – فى بيان صحفى اليوم – انه من المتوقع أن تستمر هذه العملية لمدة شهر، مضيفة أن إعادة بناء الأضرحة تتولى مسؤوليتها مجموعة محلية من عمال البناء تحت إشراف الرئيس المحلي لهؤلاء العمال وإمام مسجد جينجاريبر، وان اليونسكو قامت بتمويلها مستعينة بمساهمات من مملكة البحرين وكرواتيا ومورشيوس ومالي، فضلا عن الدعم اللوجيستي الذي وفرته بعثة الأمم المتحدة المتكاملة المتعددة الأبعاد لتحقيق الاستقرار في مالي. وبحسب البيان، قام وزير ثقافة مالي، برونو ماجا، بوضع حجر الأساس تمهيدا لإعادة بناء ضريحي الشيخ بابر بابا إيدجيه والشيخ محمد الفلاني، وذلك بحضور دافيد قريزلي، نائب الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، مصطفى ديكو، وزير التعليم العالي والبحث العلمي وحمدون قناط، وزير العمل والخدمات الاجتماعية والإنسانية. ووصف وزير الثقافة المالى هذا الحدث بأنه يمثل علامة على نهضة الثقافة القديمة في مالي، مضيفا أن هذا الاحتفال إنما هو تتويج للجهود المشتركة التي بذلتها حكومة مالي واليونسكو والشركاء الذين قدموا دعما تقنيا وماليا، وذلك من أجل صون التراث الثقافي في مالي، ولاسيما في المناطق الواقعة شمال ووسط البلاد". ومن ناحيتها..قالت إيرينا بوكوفا، المديرة العامة لليونسكو، إنه "ليوم عظيم لليونسكو الذي تبدأ فيه عملية إعادة البناء، إذ أن ترميم وإعادة بناء التراث الثقافي في تمبكتو إنما هو أمر حاسم الأهمية بالنسبة إلى شعب مالي وسكان المدينة والعالم أجمع. كما أن اسم تمبكتو يثير مخيلة ملايين الناس في جميع أرجاء العالم". وتابعت "إنه ليوم سعيد بالنسبة لنا في اليونسكو، لاسيما عندما نرى أن الدعم الذي عملنا على تعبئته من أجل الشعب والثقافة في هذه المنطقة من العالم قد تكلل بالنجاح". ومن جانبه اعتبر ألبرت جيرار كوندرز، الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة ورئيس بعثة الأمم المتحدة المتكاملة المتعددة الأبعاد لتحقيق الاستقرار في مالي أن "حماية المدنيين تقتضي، ضمن أمور أخرى، صون تاريخهم والحفاظ على هويتهم. واليوم الذي تبدأ فيه عملية إعادة بناء أضرحة تمبكتو إنما هو يوم يتسم بالأهمية، إذ أن هذه الأضرحة تمثل معالم تتميز بها هوية المدينة ولا يمكن التصرف فيها لأنها من الرموز الأساسية التي يحتمي بها سكان هذه المدينة". وشارك في احتفال اليوم كبار الشخصيات من السلك الدبلوماسي من فرنسا وسويسرا والاتحاد الأوروبي، فضلا عن جنوب أفريقيا. تجدر الإشارة إلى أن تدمير المعالم الأثرية في المدينة القديمة المدرجة في قائمة التراث العالمي لليونسكو في عام 1988 أفضى إلى إدراج الموقع في قائمة التراث العالمي المعرض للخطر.