لم يكن الفنان التشكيلي الدكتور عبد الحكيم الحسيني حاضرا في معظم المعارض الفردية و الجماعية التي أقيمت في محافظة اللاذقية خلال السنوات الأخيرة وحسب بل كان احد المحكمين و المشرفين على هذه المعارض التي أقامتها بعض الجهات الأهلية كمعرض اللوحة الاولى للفنانين الشباب والتي كان لخبرته و توجيهاته الفنية كبير الاثر في تنشيط تلك الابداعات الشبابية و تقويمها و دفعها نحو تقديم الأفضل. وحول تجربته الابداعية تحدث الفنان الحسيني لـ سانا عن رحلته العمرية و المعرفية التي بدأت من مدينة عامودا بمحافظة الحسكة اذ ترعرع فيها ونهل من ينبوع ثقافي ومعرفي كبير في منزله حيث المكتبة الضخمة محل اهتمامه اليومي الى جانب الموسيقا التي كانت هاجسا له ثم اهتم بتعلم الخط العربي"الكالوغرافيا" والذي كان البداية التي وجهته نحو الأحبار الصينية والرسم فأصبح ذلك تحريضاً نحو اللون جعله يبدأ بالتصوير الزيتي في عمر مبكر. وعن تقنية الرسم بالألوان المائية قال الحسيني انه عندما كان طالبا في كلية الفنون الجميلة دعاه الفنان الراحل نصير شورى إلى المشاركة في معرض للأعمال المرسومة بالألوان المائية إلى جانب أساتذة كلية الفنون الجميلة فكان الطالب الوحيد المشارك في ذلك المعرض حتى أن بعض اللوحات التي رسمها طبعت في أدلة سياحية على مستوى سورية وعلى غلاف مجلة الحياة التشكيلية وبعض المجلات الأخرى ماأعطاه بعض الدفع للاهتمام أكثر بهذه التقني. وأوضح الحسيني انه في التقسيمات العالمية يعتبر الرسم المائي من الفنون الغرافيكية حيث يعتبر النقاد أن التصوير الزيتي له جذران الجذر الآتي من المائي والجذر الآتي من الخط القوي في الرسم حيث يعتبر هذا الاخير حسب الخبراء و الفنانين الرواد في هذا المجال شرف العمل الفني كما ان تحديد خط الغرافيك الأسود هو شيء أساسي بالنسبة للعمل الفني ويقودنا بالتالي إلى اشكالية متجددة حول أي الأعمال أكثر أهمية تلك التي تحتوي مواضيع أم الأعمال التجريدية بالمطلق. وأضاف قائلا00هناك العديد من الاشكاليات الاخرى التي تعتبر مثار نقاش متجدد في اوساط الفن التشكيلي وابرزها الواقعية التي تعتبر جزءا من مشروعي الفني فقد كانت أول اللوحات التي عرضتها في اللاذقية عام 1987 عبارة عن أربع نساء يلبسن الثياب الشعبية الملونة تحت الأشجار 00لا يوجد في عمق موضوع اللوحة أي شيء بل كانت مجرد مساحات لونية فالمشاهد يقف أمام أربعة فصول وفيها أربعة أجيال الطفلة والأكبر والأكبر والكبيرة وهكذا الأشجار الموجودة تعبر عن زهر الرمان والرمان الناضج والعنب الحصرم والعنب الكامل في نوع من الرمزية والواقعية ولكن في فترة ما تقصدت أن تكون صادمة إلى درجة تتحدث عن نقيض الشيء. وتابع الفنان الحسيني.. كذلك أرسم في الطبيعة لوحة انطباعية وأعود إلى المرسم وارسم من الألوان التي على البالييت فمن بقايا الألوان ارسم لوحة من بقايا ألوان الطبيعة وما بقي بذاكرتي منها اللوحة في البيت تجريدية وفي الطبيعة لوحة واقعية هي نوع من تفريغ الذاكرة بما تبقى من هذا النهار هي انطباعية تجريدية أو تجريدية انطباعية ذاكرة اللون فرغت عبر الألوان التي استخدمتها في الطبيعة وكانت تجربة وهذا هو التنوع الكبير في عملي. ولم يقتصر إبداع الحسيني على الفن التشكيلي بل اصدر كتابا بعنوان الرسم النظري ويحتوي موضوعات أساسية تفيد طلاب العمارة بمختلف السنوات حيث يركز فيه على انه لا فارق بين المعماري والفنان والنحات والمصور وفنان الغرافيك من حيث جانب التعليم فعليه أن يتعلم كيف يرسم الرخام والخشب والرمل والعشب والمواد المختلفة وكيف تتحول هذه المواد إلى مادة رملية إلى جانب موضوع هام مطروح في الكتاب وهو التكوين الفني المعماري والتشكيلي واللوحة التصويرية وكيف أن مؤثرات مفهوم التكوين انتقلت من الفن التشكيلي عبر مدارس فنية وكيف أن مدرسة الباتو هاوس في ألمانيا اعتمدت على أفكار الفنانين التشكيليين المصورين الروسيين. وأشار إلى أن الكتاب يتضمن قوانين جمالية صعبة وضعها بشكل مبسط و يعرض فيها جميع تقنيات الرسم من الرصاص وانتهاء بالألوان والحديث عن المعماري الذي يفكر بالنحت جمالياً واتجاهات العمارة الحديثة أما في الكتاب الثاني فهناك تطوير للوصول إلى أن الإنسان هو أساس التصميم المعماري. يذكر أن الفنان عبد الكريم الحسيني رسم مخططات للصحف ونشر بعض الكتابات في صحف ومجلات متنوعة ودرس في بعض الجامعات الرسمية و الخاصة في سورية ابتداء من المحافظات الشرقية كالحسكة ودير الزور والقامشلي ومن ثم الرقة وحلب حتى حط به الرحال في اللاذقية التي يحبها ويدرس في جامعتها.