عمان ـ بترا
احتفى عازفون موسيقيون اردنيون واسبان في مقر معهد ثيربانتس بجبل عمان الثلاثاء بإبداعات الموسيقار الاسباني الراحل باكو دي لوثيا احد ابرز قامات موسيقى الفلامنجو والجاز المعاصر، الذي غيبه الموت بداية الشهر الجاري في المكسيك . وتضمنت الامسية التي حضرها السفير الاسباني في عمان , معزوفات على انغام الجيتار لبشار خريس وأُبي البيطار وأنس قاحوش وعصام أبو كوع , وعلى الات ايقاعية بمصاحبة عرض الفيلم الوثائقي (إنديسبينسابليس: باكو دي لوثيا) اخراج خيسوس دي دييغو ودانييل إيرنانديث الذي يتناول جوانب من حياة الفنان الراحل وبصمته في الموسيقى التي تنهل من موروث الثقافة الانسانية . كشف الفيلم عن براعة الموسيقار الراحل في استلهام موسيقى الشعوب من خلال جولاته ولقاءاته وانغماسه في دراسة سحر موسيقى الشعوب في اكثر من بيئة عالمية فضلا عن محطات ولحظات يومية تعايش فيها لوثيا مع اقرانه من اشهر الموسيقيين العالميين بدت فيها علاقاته الحميمية والدافئة بموروث الثقافة الموسيقية العربية في الاندلس والتي انجز عنها رائعته الموسيقية المسماة (زرياب). مزج دي لوثيا موسيقى الفلامنجو التقليدية بموسيقى الجاز وأنواع موسيقية أخرى، واقام في سنواته الأخيرة ما بين المكسيك وإسبانيا، وكان سفيرا لموسيقى الفلامنكو بالإضافة إلى تأثيره الكبير على دوائر موسيقى الجاز والموسيقى الكلاسيكية. في رائعته الموسيقية العذبة (زرياب) يستكشف الراحل دي لوثيا دور الموسيقى في تخطي الفواصل والحدود بين البشر، وفيه ينثر قطرات من الحب واللهفة والحنين على حقبة زمنية مضيئة بتباشير التنوع والعيش الانساني المشترك على هذا الكوكب، رسالته فرادة موسيقية متمكنة بالعزف على الجيتار الذي أحدث من خلاله قفزات واسعة ومؤثرة وشق آفاقا تعبيرية رحبة , الامر الذي حدا بالنقاد الى الوقوف على تجاربه واشتغالاته وتقنياته العزفية وما تنطوي عليها من نواح جمالية وفكرية بليغة الايحاءات والدلالات . حصل الموسيقار الراحل الذي قام بالعديد من الجولات الموسيقية حول العالم على ارفع الجوائز العالمية من بينها: الجائزة الوطنية لفلامنكو الغيتار، والميدالية الذهبية للإستحقاق في الفنون الجميلة ، امتياز الشرف للجوائز الموسيقية، جائزة أمير أستورياس للفنون ، وكان دكتورا فخريا لجامعة قاديش وكلية بيركلي للموسيقى.