القاهرة - أ.ش.أ
أكد الروائي والباحث في علم الاجتماع السياسي عمار علي حسن أن الثقافة السياسية للمصريين تغيرت إلى الأفضل بعد ثورة يناير، حيث أصبحت أكثر إيجابية من خلال الرغبة في الانخراط والمشاركة وإصرار الناس على تحقيق العدل الاجتماعي مع عدم التفريط في المكتسبات التي حققوها في قضية الديمقراطية على مستوى قيمها وإجراءاتها. واستعرض عمار في أول لقاء من صالونه الذي يستضيفه المجلس الوطني، ويعقد في الخميس الثالث من كل شهر ميلادي، الجوانب المستمرة والمتغيرة في هذه الثقافة على مستوى المعارف والقيم والاتجاهات، موضحا أن الثابت في هذه الثقافة هو علاقة الدين بالدولة منذ أيام الفراعنة، وسمات المجتمع النهري الذي كان يعتمد الفلاحون فيه على الحكومة في ضبط عملية الري، وقوة الدولة المركزية. ورأى عمار أن هذه الأمور لم تستقر على حالها القديم، حيث جرت ثلاثة تغيرات كبرى، أولها تجربة محمد علي التي خلقت طبقة من الموظفين في المدن، وثانيها تجربة عبد الناصر التي وسعت من وجود الطبقة العاملة، أما ثالثها فترتبط بثورة الاتصالات الحديثة وتأثيرات العولمة التي خلقت شريحة اجتماعية عريضة، علاقتها بالسلطة السياسية مختلفة عن تلك التي كانت بينها وبين الفلاحين على مدار التاريخ المصري المديد. ورفض حسن اتهام المصريين بالخنوع استنادا إلى ما يسمى "الاستبداد الشرقي"، أو "سمات المجتمع النهري"، أو "الفرعونية السياسية"، أو "قبضة الدولة المركزية"، وقال: "لو قارنا عدد الهبات والانتفاضات في تاريخ مصر منذ الفراعنة وحتى ثورة 1919 سنجد أنها أكثر بكثير من تلك التي كانت في مجتمعات فلاحية أخرى مثل روسيا أو الهند والصين". حضر اللقاء لفيف من الجمهور العام إلى جانب خبراء وكتاب ومفكرين ونشطاء سياسيين من الشباب وأعضاء في بعض الأحزاب السياسية ومسئولون في المجلس الوطني، الذي نظم قبيل لقاء عمار فعالية حاشدة لتكريم أمهات شهداء الثورة. وجرى نقاش بين المحاضر والحاضرين تطرق إلى الوضع السياسي الراهن وكافة الاحتمالات والخيارات المتاحة في المستقبل المنظور، أبدى عمار خلالها ثقته في أن الشعب لن يسمح بعودة الأمور إلى ما كانت عليها قبل ثورة يناير، وقال: "حتى لو أخطأ الشعب في الاختيار، فلنثق في أنه قادر على تصحيح خطأه، سواء من خلال الانتخابات أو الضغط عبر الاحتجاج المباشر".