رعى وزير الثقافة ريمون عريجي الاحتفال الذي نظمته الحركة الثقافية في لبنان واتحاد الكتاب اللبنانيين، بالتعاون مع مجمع نبيه بري الثقافي، تكريما للشاعر العربي الراحل جوزيف حرب في الذكرى الاربعينية لرحيله، في قاعة الاحتفالات الكبرى في مجمع نبيه بري الثقافي في الرادار في المصيلح، في حضور السفير السوري علي عبدالكريم علي، النائبين هاني قبيسي وميشال موسى، قاسم صالح ممثلا النائب اسعد حردان، رئيس اتحاد الكتاب اللبنانيين غسان مطر، رئيس الحركة الثقافية في لبنان بلال شرارة، امين سر منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان فتحي ابو العردات ووفد من قيادتي حركة "أمل" و"حزب الله" وفاعليات. الاحتفال استهل بالنشيد الوطني وعرض فيلم تسجيلي قصير عن حرب، ثم ألقى الشاعر باسم عباس كلمة الحركة الثقافية تحدث فيها عن مناقبية الشاعر. وألقى امين عام اتحاد الكتاب اللبنانيين وجيه فانوسي كلمة تحدث فيها عن مسيرة الراحل الادبية. وكانت كلمة لفيرا يمين ثم كلمة للناقد الادبي الدكتور نبيل ايوب. بدوره ألقى السفير السوري كلمة قال فيها: "تحية الشعر والموقف في حضرة احد اكبر شعراء العربية ابداعا وموقفا. شفيف كدمعة طفل، لاهف كأم تنتظر وحيدها، عاشق لا يرتوي من الحب، غاضب لفتة الجمر، رائق تهديك عيناه عذوبة ودفئا. كريم يخجل من عافيته اذا استشعر هزال جليسه. والمال الذي يدلف الى دارته يستأذن منه سريعا لان مساحة البيت منذورة للشعر وحده. يبكي فتستحي عيناه من جبينه فلا تصل الا الى قلمه". أضاف: "جوزيف حرب، كنت رفيقا حين تقسو، جميلا حتى حين يغزوك المرض، كنت الرائي في زحمة الرمد، لم ترهبك خيانات الحاكمين للارض وكل صنوف الوشاية والغواية، فوقفت حيث يجب ان تقف ، وقلت كلمتك صريحة جميلة داوية، قلتها مع المقاومة ضد المحتل وضد المتخاذلين والسماسرة والعملاء، قلتها مع الوحدة والتكامل بين ابناء الامة العربية ضد كل معاني الارتهان للاجئين والانقسامات على اسس قطرية او طائفية او مذهبية". وتابع: "جوزيف حرب، احبتك كل المدائن التي قراتك او اصغت اليك او اهديتها صداقتك الحميمة فاللاذقية وصور وصيدا وجبيل وبعلبك والقاهرة ودمشق وبيروت كلها لك فيها منازل تمتد على مساحة مفتوحة من وجدان الاجيال العربية، هذه الاجيال التي رأت في شعرك المترع بالجمال والعبقرية والموقف عزاء بعد فيضانات اللغة الميتة التي تشرع الاستسلام للمحتل وتتبارى في استعطاف مزوري التاريخ ومغتصبي الحقوق وسارقي الاموال في اي لبوس كانوا خاصة اولئك المدعين الاعتدال او المرتدين قناع الدين لتحقيق ما عجز المحتل الاسرائيلي والاميركي عن تحقيقه. لقد كنت ايها الشاعر العبقري أصلبنا وأشجعنا ومن اكثرنا استشراقا للمستقبل، لن نفتقدك فكلك معنا، بمواقفك ورؤاك وابداعك ، بشعرك الذي كلما قراناه امتلأنا احساسا بانسانيتنا وجمال ارضنا وغنى تاريخنا وتعمقت ثقتنا بأنفسنا وبمستقبلنا الذي يصنعه مقاومون كبار قادة وشهداء وشعراء وعلماء ومنتمين للارض". وختم: "سوريا التي أحببتها وأحبتك تحتفظ بكل صورك المضيئة فأنت حي في وجدانها كما في وجدان لبنان ومصر وكل الدنيا العربية وكل دنيا الشعر". ثم ألقى وزير الثقافة كلمة قال فيها: "كم كنت اتمنى ان ألتقي الكبير جوزيف حرب ونتناقش معا في هموم الثقافة واهل القلم في وطن مثقل بالاوجاع. واذ بي اجد نفسي اليوم أبكيه وأبكي الوضع الثقافي معه ونحن نتذكره. صعب جدا ان نفي اي شاعر حقه فكيف بجوزيف حرب شاعر القصيدة وحائك الاغنية والخطيب والاديب والملتزم بالقضايا العربية وبالوطن وجنوبه. وفي هذه المناسبة، أود لو أمتلك الامكانيات لنباشر معا بورشة عمل فعلية لاعادة العمل الثقافي الى موقعه الذي يستحق. فالثقافة هي المرآة الحضارية لاي بلد فكيف بلبنان الذي نشر الابداع في كل العالم ادبا وشعرا ومسرحا وفلسفة. غير ان الازمة التي طالت اصابت الحالة الثقافية بتصدع واضح، ولولا المبادرات الفردية من اصحاب الهمم او الجمعيات المناضلة بإمكانيات متواضعة كما هو حال اصحاب الدعوة اليوم لكان وضعنا أسوأ". أضاف: "شكرا لكم مناضلين في غياب اي دعم رسمي واذا وجد فانه لا يفي الحد الادنى المطلوب. انتم تكرمون اليوم وتتذكرون كبيرا من بلادنا لانكم كبار بمحبتكم وتقديركم ولانكم تعطون من غير حساب او سؤال. جوزيف حرب لم يغب ولن يغيب فمن يترك ارثا شعريا وادبيا وفكريا بهذا الحجم، لا يمكن ان يغيب بل هو الحاضر الابرز بيننا اليوم". وختم: "شكرا لاتحاد الكتاب اللبنانيين وشكرا للحركة الثقافية في لبنان ، شكرا لكم وسدد الله خطاكم وبارك مساعيكم، ونأمل معكم ان نعيد للثقافة دورها وحضورها". واختتم الاحتفال بقصائد للشعراء من سوريا عبدالقادر الحصني، من لبنان جرمانوس جرمانوس ومحمد علي شمس الدين، من مصر فاروق شوشة، من العراق جابر الجابري والامير طارق ناصر الدين.