تركزت المحاضرة التي أقامتها مديرية الثقافة في اللاذقية اليوم حول "لواء اسكندرون تاريخيا واجتماعيا" بمشاركة عدد من المثقفين والباحثين وعلماء الاثار والمهتمين. ولفت الباحث التاريخي بسام جاموس الى أن لواء اسكندرون الذي اغتصبته تركيا على مساحة 4800 كيلومتر مربع يتميز ببيئة جغرافية وطبيعية غنية أهلته ليكون محطة تجارية وثقافية مهمة عبر التاريخ الإنساني أسوة ببقية الحواضر السورية القديمة والتي كانت ترفع شعار السلام طول تاريخها امتدادا الى سورية المعاصرة التي ما زالت تتمسك بالثقافة نفسها بكل قيمها ومفاهيمها النبيلة. وأوضح أن اللواء المغتصب يحفل بالعديد من الآثار المهمة التي تشكل امتدادا لعشرة آلاف موقع أثري تضمها سورية ويتميز بـ سهل العمق الذي سكنه الإنسان منذ عشرات الآلاف من السنين نظرا لغناه بالينابيع العذبة مستعرضا العديد من المواقع الأثرية فيه. من ناحيته تحدث الأديب زهير جبور عن البعد الاجتماعي للواء اسكندرون المغتصب موضحا أن عادات وتقاليد أهالي اللواء جزء لا يتجزء من تقاليد الريف الساحلي والمنطقة الوسطى في سورية حيث يعمل أغلبية أهله في الزراعة. وأكد أن السلطات التركية سعت طوال عقود من الزمن إلى تغييب العملية التنموية عن لواء اسكندرون إذ لا يستفيد أهله حتى الآن من مياه نهر العاصي الذي يمر في مناطقهم إلا في ري المزروعات ولم تنظم السلطات التركية طوال العقود المنصرمة مجرى النهر او تبني سدا عليه رغم المطالب المتكررة كون النهر ما زال يفيض سنويا مسببا الكثير من التخريب. ولفت جبور إلى أن المؤامرة التركية على سورية مستمرة منذ عقود طويلة وقد كان استهداف اللغة العربية التي ينطق بها أهل لواء اسكندرون حتى اليوم جزءا لا يتجزأ من هذه المؤامرة حيث منعت السلطات التركية الأهالي من بناء مدارس أو إصدار صحف أو قنوات تلفزيونية ناطقة باللغة العربية. وأشار إلى ان اللواء السليب ضم عبر تاريخه نخبة من المفكرين والمثقفين الذين عملوا على تجديد فكر اجدادهم والنهوض باللغة الام والابقاء على الانتماء الفكري والوطني والعقائدي للأم سورية موضحا أن أهالي لواء اسكندرون اكدوا عمق انتمائهم لسورية خلال الأزمة الراهنة فقاموا بالعديد من المظاهرات المنددة بالتدخل التركي في الشأن الداخلي السوري واستنكروا الدعم الذي تقدمه حكومة أردوغان للمجموعات الارهابية التي تتسلل عبر الحدود الى المدن السورية.