بيروت ـ ننا
نظمت جامعة سيدة اللويزة بالتعاون مع سفارة نيجيريا في لبنان، مؤتمرًا دوليًا - تكريميًا، بمناسبة الذكرى الأولى لوفاة أحد أعظم روائي نيجيريا شينوا أشيبي بعنوان "إرث شينوا اشيبي - إستكشافات حوارية في الفلسفة، الأدب والسياسة"، في قاعة الأصدقاء. حضر المؤتمر راعي الإحتفال صاحب شركة Setraco سعيد خلف، سفير نيجيريا آموس إيدوو، سفير الفاتيكان غابريل كاتشيا، سفير أندونيسيا ديماس صومادرا روم، سفير السودان أحمد حسن، المدير العام ل"بنك عودة" ريمون عودة، قائد الجيش العماد جان قهوجي ممثلا بالعقيد الركن ادوار عقيقي، المدير العام لأمن الدولة اللواء جورج قرعة ممثلا بالرائد مروان صافي، المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم ممثلا بالمقدم إيلي مراد، وزير العمل سجعان قزي ممثلا بتوماس واكيم، نائب رئيس جامعة اللويزة لشؤون الثقافة والعلاقات العامة سهيل مطر، نائب الرئيس للشؤون الأكاديمية الدكتور أنطوان فرحات، عميدة كلية الإنسانيات الدكتورة ماري أنجيلا ويليس، نائب رئيس الجامعة للشؤون الإدارية الأب زياد أنطون وعدد من الأساتذة والطلاب. تحدث الدكتور أمين ألبرت الريحاني ممثلا رئيس الجامعة الأب وليد موسى، معتبرا أن "الأدب المقارن يشكل أساسا لا بديل عنه لتخطي كل العوائق التي تساهم في تطور المجتمع والإنسان". ثم تحدث مدير مركز البحوث في القيم والفلسفة في اللويزة الدكتور إدوارد علم مدير مركز البحوث في القيم والفلسفة في اللويزة، شارحا "كيف انطلقت فكرة التكريم إثر وفاة أشيبي، لكنها لم تكتمل سوى بعد عام. انحصر التبادل بين لبنان ونيجيريا بالأمور التجارية، فغلب عليه الطابع المادي-الإستهلاكي فيما الأمور الأكثر عمقا كروح العدالة، الكرامة، الأمل والحب بقيت مغيبة. يشكل حدث اليوم خطوة أولى في تعزيز التواصل الفكري بين البلدين لعبت فيه اللبنانية - النيجيرية جوليانا خلف دورا محوريا". إستشهد الدكتور ارنست ايمينيونو، وهو أستاذ باحث في جامعة ميشيغان خلال خطابه عن أشيبي بوصف الكاتب جايمس بروكس له "أشيبي هو الملاك الأساسي الذي أعاد الينا إعتبارا نحن أفارقة المهجر، سرقته منا سنوات العبودية". قال ايمينيونو "كان أشيبي في عمر الثامنة والعشرين عندما نشر روايته الأولى "الأشياء تتداعى" وهي اليوم من الكلاسيكيات العالمية في اللغة الأنكليزية، التي استخدمها كوسيلة للتحدث عن الظالمين بلغتهم، فتمكن من بث فكرة القيم الأفريقية وتجريد اللغة الإنكليزية من صلابتها الإستعمارية. لذلك الإحتفال بأشيبي هو احتفال بالأدب الأفريقي في كل مكان". وقدم وولي سونيكا الشاعر والكاتب المسرحي والروائي ووأول أفريقي يفوز بجائزة نوبل للآداب في العام 1986، مداخلة أسهب فيها الحديث عن علاقته بأشيبي، عن الدور الذي لعباه في الحياة السياسية، عن تمكنهما من تخطي الحدود الثقافية وعن تباين وجهات نظرهما بما يتعلق بالفن كرسالة قد تختلف توجهاتها. وقال سوينكا "أشيبي وأنا قاطعنا الإنتخابات في نيجيريا مثلا لأننا نعتقد أن من الخطأ أن نشارك في عملية لا تقدم لنا فائدة فقط، بل تساهم في إذلال شعبنا. نحن رأينا ان القيم الثقافية ليست ثابتة، بل على العكس الثقافة حال دائمة الإرتقاء كعملية ديناميكية للانسانية، لذلك حتى القيم الموروثة يجب أن تكون موضع تساؤل، فيما أكثرها تعقيدا هو القيم الخارجية. كان من السهل على أشيبي، وعلي أيضا، تخطي الحدود". وخلال نقاشه مع الحضور شدد سوينكا على نقاط التشابه بين لبنان ونيجيريا، ورأى أن "نيجيريا كبلد لم تزل مشروع قيد التحقيق". وختمت أعمال المؤتمر بإحتفال في قاعة عصام فارس، تخلله تبادل ثقافي، ورقص تراثي للبلدين وتوزيع جوائز.