الرياض ـ واس
أزاح صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى في دولة الإمارات العربية المتحدة حاكم إمارة الشارقة الستار عن النصب التذكاري للشارقة عاصمة الثقافة الإسلامية 2014 ، وذلك إيذانا ببدء الاحتفال بهذه المناسبة . وأكد سموه في كلمة خلال حفل أقيم بهذه المناسبة أن الاختلاف في العقائد والأديان والألوان والثقافات بين الشعوب لا يعني أبداً صدام الحضارات ولا صراعها ولا إفناء إحداها للأخرى بل يعني التعارف الذي نص عليه القرآن الكريم قبل أربعة عشر قرناً من الزمان ، مستشهدا بقوله تعالى " يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا ". ولفت النظر إلى أن حضارة الإسلام بوجه خاص هي حضارة تعارف وليست حضارة نفي أو استبعاد وأن النصوص الشرعية التي صاغت هذه الحضارة وشكلت منطلقاتها وحكم تصرفاتها تكرس وحدة الأصل بين الإنسانية جمعاء . كما ألقى معالي مدير عام المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم " الأيسيسكو " الدكتور عبدالعزيز التويجري كلمة قدم فيها الشكر لسمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي على الدعم الذي يقدمه لمنظمة " الإيسيسكو " وذلك تجسيدا منه للرسالة الحضارية الإنسانية التي تنهض بها في إطار العمل الإسلامي المشترك . وقال " إن الاحتفاء بالشارقة عاصمة الثقافة الإسلامية لعام 2014 عن المنطقة العربية يدخل في إطار برنامج الإيسيسكو العشري لعواصم الثقافة الإسلامية الذي اعتمده المؤتمر الإسلامي الرابع لوزراء الثقافة المنعقد في الجزائر العاصمة سنة 2004 وجدد في المؤتمر الإسلامي السادس لوزراء الثقافة المنعقد في باكو عاصمة أذربيجان في سنة 2009 " وبين أن اختيار عواصم الثقافة الإسلامية يتم طبقاً لمعايير دقيقة يراعى فيها أن تكون العاصمة ذات عراقة تاريخية وتميز ثقافي تبوأت من خلالهما مكانة بارزة في بلدها ومنطقتها وأن تكون لها مساهمة متميزة في الثقافة الإسلامية وفي الثقافة الإنسانية وأن تتوفر على مراكز للبحث العلمي ومكتبات للمخطوطات ومراكز أثرية تعليمية وأن تتوفر أيضاً على مؤسسات ثقافية فاعلة في مجال تنشيط الحياة الثقافية وإقامة معارض الكتب والفنون التشكيلية والعروض المسرحية وأعمال الترجمة والنشر. الجدير بالذكر أن اختيار منظمة اليونسكو إمارة الشارقة هذا العام عاصمة للثقافة الإسلامية عن المنطقة العربية جاء لإنجازاتها التي حققتها على مدى أكثر من 30 عاماً وخطت فيها خطى متأنية واثقة من أجل تأصيل الهوية الثقافية العربية الإسلامية ، إلى جانب كونه يأتي في إطار برنامج عواصم الثقافة الإسلامية الذي تشرف عليه وترعاه المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة وذلك بعد مطابقتها للشروط والمعايير الأساسية للعواصم الثقافية الإسلامية التي وضعتها. وحظيت الشارقة بهذا التتويج بمصادقة المؤتمر الإسلامي الرابع لوزراء الثقافة الذي انعقد بالجزائر في ديسمبر 2004 نظراً لما تتمتع به من تاريخ ثقافي بارز وآثار مادية وفكرية تستحق التعريف .