بيروت ـ ننا
عقدت في كلية العلوم - الفرع الثاني في الفنار ندوة بشأن كتاب "الدكتور أمين بشير الجميل: الطبيب والمصلح الاجتماعي والبيئي"، للدكتور فرج كرباج، شارك فيها الرئيس أمين الجميل، رئيس الجامعة اللبنانية عدنان السيد حسين، نقيب الاطباء انطوان بستاني، وقدمها وأدارها رفيق غانم. حضر الندوة وزير العمل سجعان قزي، ممثل رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب العماد ميشال عون شارل جزرا، ممثل النائب سامي الجميل منير معلوف، ممثل رئيس "تيار المردة" النائب سليمان فرنجية انطوان مرعب، ممثل رئيس "حزب القوات اللبنانية" سمير جعجع هاني صافي، الوزير السابق ادمون رزق، ممثل "تيار المستقبل" محمد صميلي، نقيب المحامين جورج جريج، محافظ الجنوب السابق نقولا ابو ضاهر، مدير كلية العلوم-2 جورج الرحباني، البروفسور فيليب سالم، السيدة جويس امين الجميل، رئيس حركة "المستقلون" رازي الحاج، اعضاء المكتب السياسي الكتائبي ورؤساء الأقاليم والأقسام وشخصيات. افتتاحا النشيد الوطني، ثم القى كرباج كلمة قال فيها: "من الطبيب الأمين وما قبل الأمين الطبيب بدءا ببطريرك وأساقفة ورجال دين وقديسين وبزعماء ورؤساء ووزراء ونواب وشهداء وأبطال ميامين، مرورا بكل هؤلاء، فلا الطبيب الأمين خضع لفرمان بني عثمان ولا فخامة الأمين فرط بذرة من تراب لبنان. أضاف: "الدكتور أمين بشير الجميل رفض الإرتهان، كان صوت الطبيب المفكر، راسما خطا نهضويا، زارعا بذورا علمية واجتماعية وفكرية وصحية وأدبية ولغوية ووطنية نمت وبانت وتواصلت في تراث أجيال وأشرقت حبا لله والوطن والعائلة. وان هذه العائلة ستبقى صمام أمان لوطن أحبته حتى الشهادة". وتحدث السيد حسين عن الكتاب، فقال: "اذا جاز لنا تقييم مضمون هذا الكتاب، يمكن القول انه موثق وأنيق وواضح. وللمؤلف الدكتور فرج كرباج كل التقدير والمحبة". أضاف: "وكأن الطبيب أمين بشير الجميل ينهج سيرة أعلام العرب الكبار، من ابن سينا الذي جمع الطب مع الفلسفة، الى غيره ممن لم يكتفوا بتخصص واحد. هذا الطبيب مصلح اجتماعي وبيئي، ومثقف منفتح على الحضارة الاسلامية كما حضارات الغرب. نجده في غير موضع يتحدث عن إرضاع الوالدة لطفلها حولين كاملين لاسباب بيولوجية وسيكولوجية. ويدافع عن عنصر المياه في حياة المخلوقات جميعها. ويقرر بان نظافة المنزل والشارع والبلدة مقياس للصحة والحضارة، وكم يحتاج الساسة في بلادنا الى هذه الثقافة الموسوعية الهادفة، ذلك لان الجمود في الإصلاح يعطل حاضرنا ومستقبلنا، بل يعطل دور لبنان الرسالي ويدفع ابناءه الى الاغتراب والكفر بحاضرهم ومصيرهم". وختم: "يبقى ان الدكتور أمين بشير الجميل مؤمن بجوهر الدين، وهو الإنسان، القيمة الأعلى في الوجود، المكرم من الله. انه الإيمان بلا تعصب، اي الإيمان بإنسانية الإنسان بعيدا من العنصرية والنفعية، وبحثا عن الخير العام". من جهته اعتبر بستاني ان عنوان الكتاب "أصاب الواقع بالصميم وأجاد بوصف الدكتور أمين بشير الجميل بالطبيب والمصلح الاجتماعي والبيئي". وقال: "عاش أمين الجميل قبل كل شيء إنسانيته، ومنها تفرعت باقي وجوه حياته. من خلال تلك الانسانية امتهن الطب، ومنها تفاعل في مجتمعه، ومن أجلها ساهم في إصلاح بيئته الطبيعية، وبسببها ربما جافى السياسة وأهلها، وفيها قارب الخالق وعاش إيمانه ومارس شعائره الدينية. انتمى الى رعيل اللبنانيين الكبار بعلمهم وثقافتهم وأخلاقهم وتجردهم وجرأتهم وبعد نظرهم، هؤلاء الذين قامت على أكتافهم ومن خلال نتاجهم الفكري والإجتماعي ما سمي بعصر النهضة كما القومية العربية". وشدد على ان "الإيمان بالعمل المجدي والاخلاق والمواطنية والخدمة والتضحية والتواضع والسيطرة على الأنا قيم تتخطى العصور والأزمنة، وتبقى هي هي تلازم الانسان أيا كانت مهنته، سياسيا كان أم رجل اقتصاد وأعمال أم عسكريا أم حاكما أم طبيبا". كلمة الختام ألقاها الرئيس أمين الجميل الذي قال: "تأخرنا في الكلام عن الدكتور أمين بشير الجميل، ونحن اليوم نقوم بالحد الأدنى من واجبنا تجاهه". وتطرق الى "المواقف الوطنية والمعاناة التي عاشها أمين بشير الجميل، وكأن قدر آل الجميل ان يعيشوا هذه المعاناة". وذكر ب"بعض المحطات في نضال الدكتور أمين الجميل في أيام العهد العثماني سنة 1930 من أجل استقلال لبنان ونظرته للامور وتمسكه بالوحدة اللبنانية ولإنصهار اللبناني الذي نتمسك به اليوم والذي هو ضمانة لطمأنينة شعبنا اليوم وفي المستقبل"، ورأى ان "أمين بشير الجميل كان سباقا في الكلام عن لبنان الرسالة". وختم الجميل شاكرا كرباج على الكتاب الذي اعتبره "عبرة لنا جميعا لنتعظ من هذه الرؤية الواسعة، ولنتمسك أكثر فأكثر برسالتنا حتى يبقى لبنان وطن الحرية ووطن الانسان".