توصلت الحكومة الألمانية إلى اتفاق مع مواطن ألمانى مسن بشأن مجموعة من الأعمال الفنية التى تقدر قيمتها بأكثر من مليار دولار صادرتها السلطات ويعتقد أن النازيين سرقوا أو صادروا جزءًا منها من بينها أعمال لكبار الفنانين مثل المصور والنحات الأسبانى بابلو بيكاسو والفرنسى هنرى ماتيس. وقالت الحكومة الاتحادية وولاية بافاريا أمس الاثنين أن الألمانى كورنيليوس جورليت (81 عاما) الذى يعيش فى عزلة وافق على التعاون مع السلطات لمعرفة ما إذا كان عدد من بين المجموعة التى تضم 1280 عملا فنيا سرق من أصحابه الأصليين خلال الفترة النازية. ووافق جورليت فى إطار الاتفاق على التخلى عن تمسكه بقانون التقادم الذى يقول محاموه إنه يجعله المالك الشرعى لتلك الأعمال ومن بينها أعمال للفنانين الألمانيين أوتو ديكس، وإرنست لودفيج كيرشنر. وقالت وزيرة الثقافة الألمانية مونيكا جروترز فى بيان "نحن نمهد الطريق أمام التوصل إلى حلول عادلة ونزيهة." وأضافت، "نبعث برسالة واضحة للعالم الخارجى مفادها إننا لن نسمح بالظلم النازى أن يستمر أكثر من 70 عامًا بعد انتهاء الحرب." وتعرضت الحكومة الألمانية لانتقادات شديدة خاصة من أقارب أسر سرقها النازيون لالتزامها الصمت ما يقرب من عامين منذ العثور على مجموعة الأعمال الفنية هذه فى شقة يملكها جورليت فى ميونيخ. وقدرت قيمة الأعمال التى تضم لوحات ومنحوتات بما يصل إلى مليار يورو (1.35 مليار دولار). وفى مقابل تعاونه سيستعيد جورليت الأعمال التى لا خلاف على ملكيتها. وكان والد جورليت قد تلقى أمرا من الزعيم النازى أدولف هتلر بالإتجار فيما وصف حينها "بالفن الهابط" لتمويل الأنشطة النازية، وكان جورليت قد أثار الشبهات حوله عام 2010 حين أوقفه مسئولو الجمارك ومعه كميات كبيرة من الأموال النقدية فى أحد القطارات القادمة من سويسرا. وحين داهمت السلطات منزله فى فبراير شباط عام 2012 للاشتباه فى تهربه من الضرائب عثروا على مجموعة الأعمال التى تضم أعمالا هامة لفنانين معاصرين ومن عصر النهضة.