تسعى وزارة الخارجية البريطانية إلى منع نشر كتاب وضعه ضابط بريطاني برتبة نقيب، ويتضمن إنتقادات شديدة للحرب في أفغانستان. وقالت صحيفة (ديلي ميل)، اليوم الخميس، إن الكتاب يدين الحملة العسكرية البريطانية بولاية هملند الواقعة جنوب أفغانستان، والتي راح ضحيتها 488 جندياً بريطانياً على مدى 13 عاماً، وتبذل الوزارة حالياً محاولة أخيرة لمنع صدوره. وأضافت أن النقيب، مايك مارتن، الذي درس بجامعة "أوكسفورد" البريطانية العريقة، وضع الكتاب كأطروحة لنيل شهادة الدكتوراه، لكن انتقاده لأخطاء المعلومات الإستخباراتية وفشل القادة العسكريين في فهم طبيعة الصراع بأفغانستان أحرج المسؤولين بوزارة الدفاع البريطانية. وأشارت الصحيفة إلى أن الوزارة طلبت منع نشر الكتاب بذريعة أنه يخالف قانون الأسرار الرسمية ويستخدم مواد سرية كشف عنها مؤسس موقع "ويكيليكس"، جوليان أسانج، مع أن مؤلفه النقيب مارتن ودار النشر نفيا صحة ذلك. وقالت إن النقيب مارتن، البالغ من العمر 31 عاماً، قرّر ترك الجيش البريطاني بعد أن خدم فيه 10 سنوات جرّاء "اشمئزازه" من تصرّفات وزارة الدفاع، ويسعى الآن للمضي قدماً في إصدار كتابه هذا الشهر تحت عنوان (حرب حميمة: تاريخ شفهي للأزمة في هلمند من 1978 إلى 2012). وأضافت الصحيفة أن هناك تكهّنات بأن وزير الدفاع البريطاني، فيليب هاموند، "مذعور" من كتاب النقيب مارتن جرّاء الانتقادات التي يتضمّنها والتي تطال وزارته. ونسبت إلى متحدث شؤون الدفاع في حزب العمّال البريطاني المعارض، كيفن جونز، قوله إنه "من الواضح أن ثقافة جنون الشك لدى الوزير هاموند إمتدت إلى محاولة منع الكتاب، وفي إطار إجراء إستثنائي".