أكد عضو لجنة الشباب بالمجلس الأعلى للثقافة الشاعر رامي يحيى أنه خلال السنوات الثلاث الماضية من عمر الثورة المصرية بكل موجاتها صعودا وهبوطا ، ثبت بما لا يترك مجال للشك أو للنقاش أن الأزمة المصرية هي أزمة وعي وهوية وأن مفتاح الحل يكمن في التعليم والثقافة. وأضاف يحيى أن الانحطاط الشديد في مستوى التعليم ، علاوة على السيطرة التامة على الإعلام ، كانا أهم عناصر تدعيم ركائز دولة مبارك ، بخلاف بطش الأمن طبعا ، وبعد الستلايت والانترنت أدت المداخلات الإعلامية والمعلوماتية الجديدة إلى هز هذا النظام وبشدة ، وبالتضافر مع ظروف أخرى قامت ثورة يناير المجيدة. ولاحظ أن الثورة واجهت في طريقها العديد من المطبات وخسرت الكثير من المعارك ، خصوصا أمام صناديق الاقتراع ، وهنا يأتي دور جهل وانعدام الثقافة ، حيث تلاعب الإعلام وتجار الدين بعقول المواطنين وأقنعوهم بتعديلات 19 مارس الوهمية ، بدوافع دينية للبعض واقتصادية اجتماعية للبعض، فكان أول دخول للطريق الخاطىء، إذا تغاضينا عن تقبل الثوار لدخول أفراد جماعة الإخوان إلى الميدان من أساسه. ورأى أنه حين أدى هذا الطريق الخاطئ لوصول جماعة الإخوان للسلطة بل والتبجح والحديث باسم ثورة، كانوا هم آخر من انضم لها وأول من انقلب عليها ، سعوا فورا للهيمنة على وزارتي التعليم والثقافة، وشرعوا فعلا في التلاعب بالمناهج التعليمية ، ولكن اصطدموا في وزارة الثقافة بمجموعة من العقول الأكثر وعيا ؛ مما منع وزيرهم من دخول مكتبه ولو لمرة واحدة. وقال:"الآن وبعد ثلاث موجات ثورية عالية ، ثبت بما لا يدع مجالا للشك أننا في أمس الحاجة لتطوير التعليم والثقافة ، وإذا اهتمت الدولة وساندت الشباب المثقف في نشر قيم التسامح والتعددية وتقبل الآخر، وأسهمت في انتشار الإبداع ليتلقفه الجيل الصاعد بدلا من فتاوى التكفير وكراهية الحياة ، فتكون بذلك تسير على طريق بناء دولة حقيقية .. وإذا استمرت في دعم الجهل والتخلف ، فهي زائلة لا محالة ، لكن لا نضمن ماذا سيدور في رؤوس من سيثورون عليها".