الجزائر ـ واج
تم في الجزائر العاصمة الكشف عن معالم أثرية يعود أغلبها إلى القرن الخامس ميلادي والموجودة بالموقع الأثري بساحة الشهداء, المكان, الذي سيحتضن فضاء متحفيا بمحطة مترو الجزائر العاصمة. وفي زيارة تفقدية قامت بها وزيرة الثقافة, خليدة تومي, بمعية والي الجزائرالعاصمة, عبد القادر زوخ, تم الاطلاع على ما عثر عليه خلال عملية التنقيب التي انطلقت في 2013: ففي الجهة المنخفضة للموقع الأثري تم اكتشاف جزء من رصيف كنيسة مهجورة في القرن الخامس ميلادي, يحوي على فيسفاء. وبمحاذاة الكنيسة, تمكن الفريق العامل والمؤلف من أثريين من المركز الجزائري للبحوث الأثرية والمعهد الفرنسي للبحوث الأثرية الوقائية في الموقع الذي يتربع على مساحة حوالي 3250 متر مربع من اكتشاف مقبرة بيزنطية شاسعة تعود إلى القرن السابع ميلادي تقع على أنقاض حي حرفيي الحديد يعود إلى القرن 12/ 13 ميلادي, الذي هدمته الادارة الاستعمارية الفرنسية في 1832 لتشيد مكانه ساحة الحكومة, التي أصبحت بعد الاستقلال ساحة الشهداء. وبالاضافة إلى ذلك يظهر للعيان آثار أخرى تعود إلى نفس الحقبة, تضم شبكة أحياء عريقة تمتد إلى نهاية الفترة العثمانية. وضمن الاكتشافات التي تعود إلى القرنين ال17 وال18 ميلادي تم العثورعلى نافورة مغطاة بقطع السيراميك. كما يحوي الموقع الأثري على مسجد "السيدة" الذي كان يجاور بيت المال اذ يتواجدان حاليا محل عملية تنقيب فيما تم العثور من جهة أخرى على قاعدة مؤذنة مسجد وقاعة للصلاة يعود انشاؤها إلى فترة ما قبل القرن 15 ميلادي. وأفاد رئيس المشروع, فرانسوا سوك, أنه "من المتوقع أن يضم الموقع الأثري, حسب نتائج المسح الذي أجري من 2009 إلى غاية 2013, أكثر من ألفي سنة من تاريخ العاصمة, حيث من الممكن أن يضم (الموقع) آثار تعود إلى الفترة الهيلنستية التي تزامنت مع عهد جوبا الثاني". وأوضح سوك "أن عملية الحفر وصلت إلى حد اليوم إلى عمق 3 أمتار اذ من المتوقع أن تصل إلى عمق 7 أمتار. و "ستتواصل عملية التنقيب إلى غاية آذار 2015 للشروع فيما بعد في عملية تحليل ونشر نتائج البحث ليتم بعدها تهئية الفضاء المتحفي على شكل +محطة ميترو-متحف+", حسبما أكده مديرالمركز الوطني للبحوث الأثرية, فريد اغيل أحريز. من جهة أخرى, أفاد مديرالمنشآت بمؤسسة ميترو الجزائر, الطيب حوشين, أنه سيتم تشغيل محطة الميترو وتسليم هذا الفضاء المتحفي بساحة الشهداء في آفاق 2017. ان فكرة انشاء "محطة مترو -متحف" قد استلهمت من التجربة الايطالية وكذا اليونانية في هذا المجال اذ أنشات بلدية أثينا في 2004 "محطة مترو" التي تضم 10 آلاف قطعة أثرية من العصور القديمة تم اكتشافها اثر انجاز محطة المترو مدينة أثينا.