لندن ـ أ ب
اكتشف علماء بريطانيون آثار أقدام بشرية في إنجلترا تعود إلى ما لا يقل عن 800 ألف عام، الاكتشاف الأقدم لبشر خارج إفريقيا، والدليل الأقدم على وجود حياة بشرية في شمال أوروبا. وكشف فريق من المتحف البريطاي ومتحف التاريخ الطبيعي وجامعة لندن آثار أقدام خمسة أشخاص في مصب طيني في هابيسبر عند الساحل الشرقى للبلاد. وقال نيك أشتون، عالم الآثار في المتحف البريطاني، إن الكشف، الذي أعلن عنه الجمعة ونشر في مجلة بلوى وان، يقدم "صلة ملموسة لأقاربنا الأقدمين". والآثار المحفوظة بين طبقات من الطمي والرمل لآلاف السنين قبل أن تكشفها الأمواج العام الماضي، تقدم لمحة حية لبعض من أقدم أسلافنا، وتعود آثار الأقدام إلى مجموعة تتضمن طفلان على الأقل وذكر بالغ واحد، قد تكون هذه المجموعة عائلة تعيش عند ضفاف نهر يعتقد العلماء قد يكون نهر التيمس القديم إلى جانب أرض عشبية، حيث كانت تجوب المنطقة حيوانات الماموث والبيسون ووحيد القرن وفرس النهر. ويقول الباحثون، إن البشر الذين خلفوا آثار أقدامهم قد يكونوا على علاقة بالإنسان "هومو"، أو "الإنسان الرائد" الذي عثر على بقاياه المتحجرة في إسبانيا، هذا الجنس انقرض قبل نحو 800 ألف سنة. وقال أشتون، إن آثار الأقدام تعود لثمانمائة ألف سنة -"كتقدير متحفظ"- ومليون سنة، وهو ما يعني أنها أقدم بمائة ألف سنة على الأقل من آخر أقدم الشواهد السابقة على وجود الإنسان في بريطانيا. وهذا اكتشاف مهم، لأن بريطانيا قبل سبعمائة ألف سنة كان مناخها دافئ وأشبه بمناخ دول حوض البحر المتوسط. الفترة الأقدم كانت أكثر برودة بكثير، كان مناخها أشبه بمناخ اسكندنافيا. كريس سترينغر أستاذ الآثار بمتحف التاريخ الطبيعي وأحد أعضاء فريق المشروع قال إن بريطانيا قبل ثمانمائة أو تسعمائة ألف سنة كانت "حافة العالم المأهول". "وهو ما يجعلنا نعيد التفكير بشأن ما نشعر به إزاء قدرات أولئك البشريين الأوائل.. أنهم كانوا يتكيفون مع ظروف أكثر برودة من (التي نشهدها) فى أيامنا هذه". وتساءل "ربما كانت لديهم وسائل للتكيف مع البرد لم نكن لنعتقد أنها توافرت قبل نحو تسعمائة ألف عام.. هل عرفوا ارتداء الملابس؟ هل أقاموا أماكن إيواء ومصدات رياح؟ هل عرفوا استخدام النار في ذلك الوقت المبكر؟". آثار الأقدام ستكون ضمن مقتنيات معرض بعنوان "بريطانيا: مليون عام من القصة الإنسانية" والذي يفتح أبوابه في متحف التاريخ الطبيعي في لندن الأسبوع المقبل.