هناك العديد من الناس الذين يفكرون فى تطور المظهر الحضاري المصري، إما عن طريق تنظيف مكان ما أو عن طريق تحويل أماكن لا تستغل لجعلها مركز ضمن مراكز الثقافية والإبداعية في مصر، وهي ساقية الصاوي التي تحتفل بعيد ميلادها الحادي عشر. وتأسست ساقية عبد المنعم الصاوي عام 2003 على يد المهندس محمد عبد المنعم الصاوي ابن الأديب الراحل عبد المنعم الصاوي، لتصبح مؤسسة ثقافية تحترم وتقدر الإنسان دون النظر إلى اعتبارات طبقية، مادية كانت أو مجتمعية، فهي لا تفرق بين شخص وشخص سوى كان فنان أو من الجمهور حتى أصبحت صرحًا ثقافيًّا يتوجه إليه الكبار والصغار. والمهندس محمد عبد المنعم الصاوي اختار اسم الساقية تكريمًا لوالده، فــــ"الساقية" والمقصود بها ساقية المياه، هي رواية خماسية الأجزاء لوالده الأديب عبد المنعم الصاوي. ساعدت ساقية الصاوي العديد من الشباب أصحاب المواهب الفنية في أقامة حفلات بداخلها، مما حفز هؤلاء الشباب على تنمية مواهبهم لثقتهم في نشر الساقية لإبداعاتهم. ويحتوى مقر الساقية على خمس قاعات مجهزة لتقديم العروض وهي "النهر، والحكمة، والكلمة، والحديقة، وبستان النيل"، والقاعات مجهزة بشاشات عرض سينمائية وأجهزة عرض سمعية وبصرية، بالإضافة إلى ثلاث قاعات أخرى مخصصة لعقد الاجتماعات وورش العمل والمحاضرات. كما تقوم الساقية على أقامة العديد من المعارض الفنية لكثير من الفنانين، ومساعدة الفنانين المبتدئين فتجعل من نفسها نافذة يطلون منها على الجمهور ليعرضوا أعمالهم ويتلقوا ردود الأفعال عليها. كما تقوم أيضًا على تنظيم الكثير من اللقاءات لتناقش فيها أهم الأحداث السياسية والثقافية وعرض المشكلات التي تواجه المجتمع المصري، بل وتساهم في حل تلك المشكلات كما تمتاز اللقاءات بتكفل حرية التعبير وإبداء الرأي دون أى تجاوز ديني أو مجتمعي. وتقوم ساقية الصاوي بعمل حملات التوعية لتساعد على النهوض بالمجتمع المصري وتلقى الضوء على المفاهيم الهامة في حياتنا، والتي قد نغفلها، فعملت على ترسيخ الكرامة في المجتمع المصري من خلال تطبيق أربعة برامج وهى "برنامج أعط المحتاج ولا تعط المحتال للقضاء على التسول، برنامج إحياء النخوة والرجولة في الشارع المصري للقضاء على ظاهرة التحرش، برنامج الحث على إتقان العمل، برنامج الحث على النظافة في المأكل والملبس وكل شىء، وأيضاً هي صاحبة مبادرة "الدائرة البيضاء" للقضاء على التدخين وللحصول على بيئة نظيفة نقية، ولقد اتخذت منظمة الصحة العالمية شعار الدائرة البيضاء لتطبقه في 22 دولة على مستوى العالم، كما قامت الساقية على منع ظاهرة "البقشيش" عن طريق منع دفع أي مبالغ مالية للعاملين بالساقية تزيد عن سعر الخدمة التي يقدمونها للجمهور. بالإضافة إلى الندوات والحفلات والمعارض الفنية والسينما، وتقدم أيضاً العديد من ورش العمل لتدريس مبادئ الفنون والآداب بجميع مجالاتها ومستوياتها، وعمل مكتبة خاصة بها تقع خلف البوابة مباشرة، ممتلئة بمجموعة ضخمة من الكتب للأطفال والكبار وباللغات العربية والإنكليزية والفرنسية. وتقوم الساقية على إصدار مجلتها "الساقية الورقية" منذ عام 2007، والتي تصدر كل شهرين، لتقدم بها وجبة ثقافية متكاملة تغطي جميع المجالات الثقافية والفنية، وكذلك تقدم عرضًا لما تم من أحداث وأنشطة داخل الساقية إلى جانب المراكز الثقافية الأخرى. كما أطلقت لساقية راديو"صوت الساقية" فى 2009 على شبكة الإنترنت، ليشمل أنشطتها الثقافية والفنية والحفاظ على وصولها لأكبر عدد من المستمعين داخل مصر وخارجها، وليتمكن عدد أكبر من المهتمين بالساقية، ومجالاتها متابعة الندوات واللقاءات والاستماع إلى الحفلات، حتى إذا لم يستطيعوا الحضور. وتقوم الساقية على الاهتمام بالطفل وتضع اهتماماته على قائمة أولوياتها، لذلك أطلقت برنامج تحت عنوان "سيبوني أفكر" الذى ينمى ملكة التفكير والابتكار لدى الأطفال عن طريق مجموعة من الألعاب العقلية والمواقف التخيلية التي تعلم الأطفال أن التفكير نشاط ترفيهي، وتشجعهم على ممارسته من خلال الألعاب الهادفة. وساهمت ساقية الصاوي كذلك في نشر العديد من المجالات التي تساعد جيل الشباب في تنمية نشاطهم وتوجد الآن ساقية عبد المنعم الصاوي في "مدرسة الجيل الجديد، ومحافظة قنا، ومحافظة حلوان".