الشارقة ـ وام
شهدت إمارة الشارقة الليلة الماضية إطلاق الهوية الترويجية للشارقة عاصمة الثقافة الإسلامية 2014 و ذلك في أمسية استثنائية راقية عكست روح الهوية الترويجية ومظاهر الاحتفاء بالإمارة أقيمت في واجهة المجاز المائية حضرها الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي رئيس اللجنة التنفيذية لاحتفالات الشارقة عاصمة الثقافة الإسلامية والشيخة بدور بنت سلطان القاسمي رئيس هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير- شروق - رئيس لجنة المشاريع والشيخة حور بنت سلطان القاسمي رئيس مؤسسة الشارقة للفنون - رئيس لجنة الفعاليات و محمد النومان رئيس هيئة الإنماء التجاري والسياحي رئيس اللجنة المالية و ماجد عبد الله بوشليبي الأمين العام للمنتدى الإسلامي رئيس لجنة التشريفات إلى جانب عدد من أعضاء اللجنة وعدد من الفعاليات الحكومية بالإمارة والشخصيات الرسمية بالدولة ولفيف من الصحفيين والإعلاميين والمدعوين. و اكد الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي في كلمته إن استحقاق إمارة الشارقة باختيارها عاصمة للثقافة الإسلامية 2014 هو تتويج لجهودها وإنجازاتها المختلفة الحضارية والفكرية والثقافية وفق رؤية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة .. منوها إلى ما تكتنزه الإمارة من إرثٍ إنساني وتاريخٍ حافلٍ بالعطاء. و أشار إلى إن مسيرة الشارقة الثقافية هي جزء من منظومة متكاملة تنتهجها الإمارة لترتقي وتنهض بالإنسان وتستثمر في معارفه وفق قيم راسخة ..موضحاً أن إطلاق الشعار يأتي في الوقت الذي تعيش فيه دولة الإمارات العربية المتحدة أفراحها احتفالاً بالذكرى الثانية والأربعين لتأسيس اتحادها لتكتمل فيه اليوم إنجازات الدولة بما استحقته إمارتنا من مكانة علمية وثقافية عالمية رفيعة. وأضاف الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي " إن الشارقة بأبنائها وعلمها وصروحها ومنابرها وبعبقها التاريخي وبما لديها من مظاهر إسلامية وثقافية صاغت للفرح معانيه التي تكتسيها بثقافتها وانتمائها وبما تنشره من معارف لتبقى منارة علم وإشعاع زاهية بين الأمم واستطاعت بما لديها من فكر وكنوز باقية ترسيخ هويتها الثقافية والإسلامية لتبقى مصدر فخر لنا جميعاً وللأمة العربية والإسلامية ". كما أشار إلى صروح الإمارة المتميزة بعمارتها وهندستها الإسلامية ومتاحفها التي تضاف اليها مشاريع جديدة تطلقها الشارقة مع مطلع العام المقبل بالتزامن مع تتويجها عاصمة للثقافة الاسلامية وتتنوع بين تراثية وسياحية وثقافية وعمرانية لتضيف إلى المنظومة الفكرية العالمية إنجازات حضارية تساهم في تحقيق التنمية الثقافية المستدامة وخدمة الثقافة الإسلامية وإبرازها لترتوي بفكرها وروحها أجيال الحاضر والمستقبل. من جانبه أشار الدكتور عبيد سيف الهاجري مدير المكتب الإقليمي للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة بالشارقة في كلمته إلى أهداف برنامج الاسيسكو للعواصم الثقافية في إبراز الغنى الثقافي العربي والإسلامي وتنوعه المادي والمعنوي والتعريف بتاريخ وحضارة المدن الإسلامية إضافة إلى إبراز إسهامات أعلامها ومفكريها ومؤسساتها الفكرية والعلمية من خلال توفير الفرص المناسبة للتلاقي الحضاري والتلاحم بين الثقافات بهدف ترسيخ قيم التسامح والسلام والحوار كقيم إسلامية أصيلة تتنقل وتترسخ معالمها عبر الأجيال إلى عالم الغد المشرق والمتطور . وأشاد الهاجري بإمارة الشارقة ودورها الثقافي وجهودها في إبراز المعاني القيمة للحضارة الإسلامية .. قائلا " أن الحديث عن الشارقة هو حديث عن مدينة جميلة باسمة نضجت بين جنباتها عناوين المحبة والتعايش والسلام وترعرعت في إيوانها معالم الثقافة والأدب والفنون وأشرقت على محيا محبيها علامات الرضا والسرور وغنت في فضاءاتها الآمال بفرح وحبور تعبيراً حقيقياً عن رقيها الحضاري وأصالة هويتها وعمق امتداد جذورها العربية والإسلامية والإنسانية إلى عمق التاريخ. جسدته وأشارت إليه نهضتها الحقيقية وتطورها ومكانتها الثقافية والإنسانية بين الشعوب والأمم المعاصرة نتاجاً رائعاً لعقود من البناء والعمل الجاد والجهود الصادقة والرؤية الحكيمة لراعي نهضتها الشاملة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة برؤيته الثاقبة لمواجهة التحديات العلمية والثقافية والإنسانية بكل حزم وثبات حاملاً رسالته الإنسانية السامية إلى كافة شعوب العالم هادفاً إلى إزالة الغبار وإجلاء الغموض عن حضارة عربية إسلامية خالدة كانت ومازالت مدينة الشارقة إحدى مراكزها الحيوية حتى بدت معالمها واضحة لكافة أمم الأرض وشعوبها وأصبحت مثالاً يحتذى ونموذجاً يقتدى به لخصوصيتها في حمل الهوية العربية والإسلامية ولدورها التاريخي والحضاري في مسيرة حضارتنا العربية والإسلامية قديماً وحديثاً فكان ذلك سبباً منطقياً ونتيجة حتمية تكلل باختيارها عاصمة للثقافة الإسلامية للعام 2014 وفقا للمعايير العلمية التي اعتمدتها منظمة– الإيسيسكو – في اختيار العواصم الثقافية للعالم الإسلامي . و أشار إلى ان ما يميز هذه المدينة من مكانة سامية ودور ثقافي مهم في نشر الثقافة الإسلامية والإنسانية انطلاقاً من رؤية صاحب السمو حاكم الشارقة الحكيمة في بناء مجتمع يسوده الأمن والأمان والمحبة والتعاون والتكامل والتكافل الاجتماعي في أعلى مستوياته في إطار القيم الفاضلة والحميدة التي يؤكد عليها ديننا الحنيف وحضارتنا الخالدة التي استطاعت التعبير عنها عبر المؤسسات الثقافية والعلمية والخدمية المنتشرة في أرجاء الشارقة. وتم خلال الحفل عرض فيلم تعريفي يتضمن نبذة عن مشاريع وفعاليات العاصمة الثقافية وإطلاق مشروع جزيرة المجاز المقر الرسمي لاحتفالات الشارقة عاصمة الثقافة الإسلامية وما تتضمنه من مسرحٍ مفتوحٍ في الهواء الطلق هو الأول من نوعه على مستوى المنطقة ومرافق أخرى بتكلفة أجمالية تصل الى حوالي 140 مليون درهم أشرف على تنفيذها مركز الشارقة الإعلامي. و ستكون الجزيرة معلماً سياحياً هاماً وبارزاً وواجهةً جماليةً تجذب الأنظار إليها لما تحتويه من مرافق عصرية وملحقات ذات سمات معمارية وهندسية عالمية إضافة للموقع الاستراتيجي الذي تحتله على ضفاف بحيرة خالد التي تعد مقصداً ترفيهياً حيوياً بالإمارة. وتضم الجزيرة مسرحاً مفتوحاً في الهواء الطلق حيث تم تصميمه بشكل يضاهي المسارح الرومانية فهو مسرح نصف دائري مقام على مساحة تبلغ 7238 مترا مربعا ويضم مسرح جزيرة المجاز مدرجات مقسمة على مجموعات عدة وتتسع لـ 4500 متفرج ويتوسطه منصة عرض كبيرة يعتليها الفنانون لأداء عروضهم كما أنه مزود بنظام صوتي متطور عالي الجودة والدقة. ويتبع المسرح الذي أقيم بهدف استضافت الفعاليات الثقافية والفنية العالمية مستقبلاً قاعات للمؤتمرات وكبار الشخصيات وصالات عرض إلى جانب عدد من المحال التجارية والمطاعم والمساحات الخضراء التي تحيطه من كل جانب وإطلالته المتميزة على الواجهة المائية. كما يضم المشروع جسراً للسيارات يربط بين شارع بحيرة خالد والجزيرة ليكتمل المشروع ويتكامل من كل جوانبه وأطرافه ويشكّل معلماً معمارياً فريداً من نوعه يخدم الغاية التي من شأنها إبراز أهمية الاستحقاق الذي توجت به إمارة الشارقة كعاصمة للثقافة الإسلامية وجهودها الحثيثة في البناء والشراكة الثقافية مع الآخر مع الحفاظ على الهوية الإسلامية. و تم خلال الحفل الإطلاق الرسمي للهوية الترويجية والشعار الرسمي للشارقة عاصمة الثقافة الإسلامية 2014 وذلك بعد اعتماده من قبل اللجنة العليا للاحتفالات حيث سيساهم هذا الشعار في بناء علامة تجارية تمتاز بالتجديد والانسيابية وتحافظ على هويتها الثقافية الإسلامية في آن واحد. ويرمز الشعار إلى التنوع والغنى والانفتاح في الثقافة الإسلامية من خلال شكله الواضح وخطوطه الهندسية الثابتة التي لا يمكن تغيرها أو تعديلها أما من ناحية اللون فليس للشعار لون واحد ثابت فيمكن للشعار ان يغير لونه تبعاً لموضعه وحجمه واستخدامه واحياناً يمكن تلوينه بأكثر من لون بالوقت نفسه وتم اختيار باقة من الألوان المتنوعة بدرجات مستوحاة من الزخارف والرسوم الإسلامية القديمة لاستخدامها في مطبوعات ومنشورات الفعالية المختلفة. ويتخذ الشكل العام للشعار الشكل المربع المتكامل كون الإسلام الدين الكامل والشامل وفي الشعار ايقاع وتراكيب لأحرف اسم الحدث (الشارقة عاصمة الثقافة الإسلامية) مع المبالغة في التقطيع والحركة في إشارة إلى الفعاليات والمشاريع المختلفة التي سيتم تنظيمها والإعلان عنها في حين أن الخط العربي المستخدم لرسم الشعار هو الكوفي المربع وهو خط زخرفي متعدد الاستعمالات سواء في العمارة و الأدوات أو في المطبوعات. يشار الى أن مشروع برنامج عواصم الثقافة الإسلامية الذي تقدمت به المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة –الايسيسكو- عام 2001 قد اعتُمد في المؤتمر الإسلامي الثالث لوزراء الثقافة في العالم الإسلامي والذي دعا الدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي إلى ترشيح مدن تختار الايسيسكو منها ثلاث كعواصم للثقافة الإسلامية سنوياً وتمثل المناطق العربية وأفريقيا وآسيا. ووفقاً للايسيسكو فقد جاء اختيار إمارة الشارقة كعاصمة للثقافة الإسلامية لعام 2014 بناءً على تاريخها الحافل في نشر العلم والثقافة والمعرفة إضافة لما أنجزته الشارقة من صروح معمارية فريدة تختزل في عمارتها تاريخاً بأكمله . و أشارت المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة إلى ما تزخر به إمارة الشارقة من مساجد ومؤسسات ثقافية ومتاحف وأسواق تراثية وأروقة ثقافية وساحات فنية وأدبية ومسرحية إلى جانب الفعاليات الثقافية والفكرية المتواترة على مدار العام والعديد من المهرجانات والتقاليد الثقافية الحميدة والتي تُعبِّر جميعها عن تاريخ العالم الإسلامي في مختلف العصور والحواضر وتصب في مجرى تكريس الثقافة العربية الإسلامية والإنسانية أيضاً. وأشارت المنظمة إلى أن هذه النهضة الحضارية الثقافية والإسلامية في إمارة الشارقة والتي أهّلتها لاختيارها كعاصمة للثقافة الإسلامية لعام 2014 ، تأتي بفضل الرعاية الدائمة والتوجيهات الحكيمة لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة. وجاء اختيار الشارقة كعاصمة للثقافة الإسلامية بعد مطابقتها للشروط والمعايير الاساسية للعواصم الثقافية الاسلامية التي وضعتها وحظيت الشارقة بهذا التتويج بمصادقة المؤتمر الاسلامي الرابع لوزراء الثقافة الذي انعقد بالجزائر في ديسمبر 2004 نظراً لما تتمتع به من تاريخ ثقافي بارز وآثار مادية وفكرية تستحق التعريف . قد عملت المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة – الإيسيسكو- على وضع معايير ليكون اختيار العاصمة الثقافية قائماً على شروط موضوعية تضمن جدوى الاختيار وتحقق الهدف الأساس من المشروع وهو الاحتفاء بالمدن الثقافية التي لها تاريخ ثقافي بارز وآثار مادية وفكرية تستحق التنويه والتعريف. وقد اعتمدت المنظمة في اختياراتها على شروط دقيقة تضمن أن تكون المدينة المرشحة ذات عراقة تاريخية مدونة وصيت علمي واسع تبوأت من خلالهما مكانة ثقافية بارزة في بلدها ومنطقتها على مر التاريخ الإسلامي للبلد وللمنطقة بصفة عامة، وأن تكون لها مساهمة متميزة في الثقافة الإسلامية وفي الثقافة الإنسانية من خلال الأعمال العلمية والثقافية والأدبية والفنية لعلمائها وأدبائها ومثقفيها وفنانيها. كما اعتمدت شروطاً تثبت توافر مؤسسات ثقافية فاعلة بالمدينة المرشحة في مجال تنشيط الحياة الثقافية للأفراد والجماعات وتنظيم المهرجانات والمواسم الثقافية ومعارض الكتب والرسم والعروض المسرحية وأعمال الترجمة والنشر إضافة إلى توفر مراكز للبحث العلمي ومكتبات للمخطوطات ومراكز أثرية تعليمية تجعل منها قبلة للباحثين والمهتمين في مجالات العلوم والثقافة والمعرفة.