يحتفل الوسط الفني اللبناني والعربي اليوم بذكرى ميلاد “جارة القمر” فيروز ، التي تطفىء الشمعة الـ78 في عمرها المديد. ولدت نهاد وديع حداد والتي عرفت ب”فيروز” فيما بعد في 21 من نوفمبر 1935 ،تميزت بصوتها الملائكي الذي استطاعت من خلاله الاستئثار بقلوب مستمعيها في جميع أنحاء الوطن العربي،ومعظم الدول الأجنبية ، كما استطاعت أن تحتل مكانة مميزة في قلوب محبيها من عشاق فنها الجميل والطرب العربي الأصيل، ومما يدل على تميزها هي قدرتها على التربع على عرش الغناء على مر الأجيال المختلفة فحتى الآن تنال أغانيها إعجاب قطاع كبير من الشباب ولدت فيروز فى إحدى القرى القريبة من بيروت ودرست فى مدرسة الراهبات ، اكتشفها الموسيقار والملحن اللبناني حليم الرومى ، وكانت انطلاقتها عندما بدأت التعاون مع عاصى الرحبانى اشتهرت بأغنيتها التى لحن لها الأخوانى رحبانى منها ” بكتب أسمك ” و ” حبيتك بالصيف ” و ” شادى ” و ” زهرة المدائن ” ، عملت فى الكثير من المسرحيات الغنائيه منها ” ميس الريم ” و ” سفر بورلوك ” و ” بياع الخواتم ” ، مع زوجها وشقيقه عاصى ومنصور الرحبانى وأبنها زياد. قدم الأخوين رحباني معها المئات من الأغاني التي أحدثت ثورة في الموسيقى العربية وذلك لتميزها بقصر المدة وقوة المعنى على عكس الأغاني العربية السائدة في ذلك الحين والتي كانت تمتاز بالطول، كما إنها كانت بسيطة التعبير وفي عمق الفكرة الموسيقية وتنوع المواضيع، حيث غنت الحب والأطفال، وللقدس لتمسكها بالقضية الفلسطينية، وللحزن والفرح والوطن والأم، وقدم عدد كبير من هذه الأغاني ضمن مجموعة مسرحيات من تأليف وتلحين الأخوين رحباني وصل عددها إلى خمس عشرة مسرحية تنوعت مواضيعها بين نقد الحاكم والشعب وتمجيد البطولة والحب بشتى أنواعه. بعد وفاة زوجها عاصي عام 1986 ،خاضت فيروز تجارب عديدة مع مجموعة ملحنين ومؤلفين من أبرزهم فلمون وهبة وزكي ناصيف، لكنها عملت بشكل رئيسي مع ابنها زياد الذي قدم لها مجموعة كبيرة من الأغاني أبرزت موهبته وقدرته على خلق نمط موسيقي خاص به يستقي من الموسيقى العربية والموسيقى العالمية تكاد تكون فيروز هي الوحيدة من المغنين العرب الكبار التي لم تذكر الرؤساء والملوك في أغانيها الوطنية، وهذا جعلها على مسافة واحدة من معظم التيارات السياسية، كما ضمن لأغانيها الوطنية عمراً أطول من الأغاني الوطنية لكثير من المغنين الآخرين. شغلت فيروز الصحافة الفنية عام 2010 عندما أشيع أن ورثة عاصي الرحباني منعوها من الغناء بقرار قضائي إلا أن الخبر لم يكن صحيحا.