أكد وزير الدولة لشئون الآثار الدكتور محمد إبراهيم، أن الوزارة على مدار العام عملت بكل إمكاناتها المتاحة لمواصلة مسيرة العمل الأثري بشتى مجالاته، في تحد واضح لكل ما أتى به عام 2013 من اضطرابات واعتصامات وانفلات أمني، وكل ما شهدته البلاد من ظروف استثنائية في أعقاب ثورتي الخامس والعشرين من يناير 2011 والثلاثين من يونيو 2013، وما لهما مردود مباشر على حركة العمل الأثري لما تتطلبه من إجراءات تأمينية وإمكانات مالية وانحسار تعداد السياحة الوافدة لمصر. وقال الوزير إنه على الرغم من أن تلك الظروف الاستثنائية أدت إلى توقف العديد من المشروعات القائمة والبعثات الحفرية والدراسات والأبحاث، وأثر مباشر على منظومة العمل الأثري بوجه عام مع فقدان مصدر رئيسي من موارد الوزارة المالية، إلا أن "الآثار" كان عليها المضي قدما لمواصلة العمل دون توقف لتحمي تراث هذا الوطن وتكشف عن المزيد من كنوزه المدفونة. وأضاف أنه على مدار عام 2013، حاول العاملون بالآثار بمختلف فئاتهم العمرية والوظيفية وخبراتهم المختلفة وبكل ما لديهم من طاقات، استئناف رحلة حماية موروثات الوطن، مؤكدا ان 2013 شهد تعيين 13 ألفا و130 عاملا مؤقتا بالوزارة من خلال تمويل ذاتي دون تحمل الدولة أية أعباء مالية، بينما تصدرت محافظة الأقصر قائمة الاكتشافات الأثرية، وبلغت إيرادات الوزارة 200 مليون جنيه. وكشف تقرير أصدرته وزارة الآثار النقاب عن حصاد عام كامل عن مختلف مجالات العمل الأثري، أن إجمالي إيرادات زيارة المناطق والمتاحف الأثرية ومراكز البيع على مدار عام بلغ 200 مليون جنيه، ما يمثل تراجعا في إجمالي الإيرادات مقارنة بعام 2010 الذي بلغت إيراداته حوالي 3ر1 مليار جنيه. وعلى الرغم من توقف العديد من البعثات الحفرية العاملة بمختلف المواقع الأثرية، إلا أن عام 2013 شهد العديد من الاكتشافات المهمة بمختلف المحافظات، كان النصيب الأكبر منها لمدينة الأقصر، ونجحت البعثة المصرية الإسبانية في الكشف عن الأجزاء السفلية لتمثالين من الجرانيت الأسود يحمل أحدهما اسم الملك تحتمس الثالث، أثناء عملها بالمعبد الجنائزي للملك بالبر الغربي في الأقصر، بالإضافة إلي الكشف عن مجموعة من الأختام تحمل اسم الملكين إخناتون ورمسيس الثاني، الأمر الذي يؤكد أن المعبد كان مستخدما حتى عصر رمسيس الثاني. كما نجحت البعثة المصرية الإسبانية أثناء عملها بدرع أبوالنجا بالبر الغربي بالأقصر في الكشف عن تابوت خشبي لطفل يرجع إلى عصر الأسرة السابعة عشر، كُشف عنه أثناء أعمال تنظيف احدي المقابر ترجع لشخص يدعى " حجوتي ". بينما كشفت بعثة معهد البحوث الأمريكي بالتعاون مع بعثة وزارة الآثار عن تمثال يمثل الإلهة سخمت، مصنوع من الجرانيت الأسود ويعود إلى عصر الملك أمنحتب الثالث، أثناء قيام البعثة بتركيب بلاطات الصالة الثانية لمعبد أمنحتب الثالث بالأقصر. في حين نجحت البعثة الإيطالية المصرية العاملة بالمعبد الجنائزي للملك أمنحوتب الثالث بالبر الغربي بالأقصر في الكشف عن جبانة تضم عددا من المقابر الصخرية تعود إلى بداية عصر الانتقال الثالث، بينما نجحت البعثة البلجيكية المصرية في الكشف عن بقايا هرم من الطوب اللبن، أثناء عملها بمنطقة القرنه بالأقصر. في الوقت الذي نطقت فيه منطقة كوم الحيتان بالبر الغربي بالأقصر بأحد أسرارها، وكشفت أرضها عن 14 تمثالا من الجرانيت الأسود تمثل جميعها الإلهة سخمت. وعلى بعد 25 كم جنوب الأقصر، كشفت أعمال الحفائر التي أجرتها بعثة المعهد الفرنسي للآثار، تمثالين من الحجر الجيري يعودان إلى عصر الرعامسة، تم الكشف عنهما بصحن معبد مدينة أرمنت بالأقصر. وفي موقع آثار تل بسطا بمحافظة الشرقية، كشفت البعثة المصرية الألمانية عن تمثال للملك رمسيس الثاني مصنوع من الجرانيت الأحمر يعود إلى عصر الأسرة 19، بالمنطقة الواقعة شرق المعبد الكبير والمعروف بمعبد الإلهة باستت، وهو الكشف الذي ربما يرجح وجود معبد كبير بالمنطقة يعود إلى الأسرة 19. أما عن عمل البعثة التشيكية العاملة بجبانة أبوصير الأثرية فقد أسفرت عن اكتشاف مقبرة كبير الأطباء في مصر العليا والسفلى " شيسسكاف عنخ " والتي تعد ثالث المقابر المكتشفة لأحد الأطباء القلائل الذين حظوا بمكانة رفيعة في عصر بناة الأهرام. وفي منطقة أبو رواش الأثرية، كشفت بعثة المعهد الفرنسي للآثار الشرقية بالتعاون مع بعثة وزارة الآثار عن قطعتين خشبيتين لمركبين يعودان إلى عهد الملك "دن" من عصر الأسرة الأولى الفرعونية. فيما استكملت البعثة التابعة للمجلس الأعلى للآثار عملها بالقنطرة شرق بمحافظة شمال سيناء، لتكشف عن مدينة صناعية متكاملة تتنوع بها الورش الفنية المتخصصة في صناعة الفخار والبرونز، بينما كشفت البعثة بموقع تل حبوة (على بعد 3 كم شرق قناة السويس)، عن مبان إدارية ضخمة تعود إلى عصر الهكسوس، كشف بداخلها عن هياكل آدمية منها ما عثر عليه مطعونا بروس السهام والحراب، ما يدل على عنف المعارك الحربية التي دارت بالموقع بين الجيش المصري بقيادة الملك أحمس والغزاة من الهكسوس. وأثناء عمل البعثة داخل حصن الهكسوس المعروف بالمعسكر الكبير بموقع تل اليهودية بمحافظة القليوبية، كشفت البعثة عن تحصينات ضخمة من الطوب اللبن يبلغ ارتفاعها حوالي 4 أمتار بنيت داخل الجسر الرملي المكون لحصن الهكسوس، بالإضافة إلى نجاح البعثة في الكشف عن بقايا مدينة سكنية في الجانب الشمالي الشرقي من تل اليهودية التي تضم العديد من الآثار المنقولة تمتد من عصر الدولة الوسطى وحتى العصور اليونانية الرومانية. كما نجحت البعثة المصرية العاملة بالجبانة الرومانية بالموقع في الكشف عن مقبرتين تعودان إلى القرن الأول الميلادي "العصر البطلمي"، تحمل المقبرة الأولى اسم صاحبها "الكاهن مينا" أحد أهالي مدينة سيلة الرومانية. وفي الإسكندرية، كشفت منطقة القبارى هذا العام عن مجموعة من المقابر اليونانية الرومانية إثر قيام مفتشي الآثار بالمنطقة بعمل المجسات المطلوبة للموقع. وعلى الحدود النوبية القديمة، كشفت بعثة المعهد النمساوي أثناء عملها داخل حصن الباب، عن هيكل عظمي لأحد الجنود يحتمل أن يكون من أصول نوبية، أشارت الدراسات الأولية إلى اشتغال صاحب الهيكل بالخدمة العسكرية لفترة طويلة على الرغم من وفاته في سن صغيرة تتراوح ما بين 25 و35 عاما، كما كشفت البعثة بذات الموقع عن إحدى الوحدات السكنية، عثر بداخلها على قطعة نقدية تشير إلى أن المبنى المكتشف يعود إلي عصر الإمبراطور هرقل " 610 – 741 م". كما كشفت البعثة المصرية الفرنسية العاملة بمنطقة آثار السويس عن أقدم ميناء تم الكشف عنه حتى الآن، يعود إلى عهد الملك خوفو، ويقع على ساحل البحر الأحمر مباشرة بالكيلو 180 جنوب السويس، ويعد الميناء المكتشف من أهم الموانيء في مصر القديمة، وانطلقت منه الرحلات البحرية لنقل النحاس والمعادن من سيناء إلى الوادي. وفى مجال الآثار المستردة، بذلت الوزارة أقصى ما لديها من جهد لتعزيز مساعيها الدبلوماسية بالتعاون مع الخارجية المصرية ومختلف السفارات والقنصليات على مستوى العالم، لاستعادة كل قطعة أثرية تم رصدها وثبت خروجها من الأراضي المصرية بطرق غير شرعية، تطبيقا لقانون حماية الآثار رقم 117 لسنة 83 وتعديلاته بسنه 2010، بعيدا عن مادة الصنع أو الحجم أو الحقبة التاريخية التي تعود إليها القطعة المسروقة، فكل قطعة أثرية مصرية مهما صغرت تعد جزءا من تراث هذا البلد تعكس تفاصيل عصوره المتلاحقة وتشكل جزء من جذوره الثقافية والحضارية. فمن خلال المراقبة الدورية والمستمرة لإدارة الآثار المستردة التابعة لوزارة الآثار، استعادت الحكومة المصرية في الفترة من مايو 2012 حتى ديسمبر 2013 حوالى 83 قطعة أثرية تم رصدها على المواقع الإلكترونية المروجة لبيع الممتلكات والثقافية للدول ذات الحضارات. من بين القطع المستردة 22 قطعة أثرية تمت استعادتها في 2013، في مقدمتها قطعتان أثريتان من الكرتوناج تعودان إلى العصر البطلمي، تم رصدهما بصالة مزادات بإحدى المدن الفرنسية، وثبت أنهما من مسروقات مخزن البعثة الفرنسية بسقارة، تصور القطعة الأولى أحد أبناء حورس الأربعة في هيئة آدمية بينما تصور الثانية منظرا لإحدى النائحات. كما نجحت الوزارة في استعادة 4 قطع أثرية زجاجية تم رصدها بإحدى البازارات الفرنسية، تظهر محلاة بأحجار تعود إلى العصر البطلمي، وتصور أجزاء مختلفة من الجسم البشري، ثبت أنها من مسروقات المخزن المتحفي بالقنطرة شرق بمحافظة شمال سيناء. وتمكنت الوزارة من استعادة قطعة أثرية عبارة عن رأس لتمثال من مدينة "بتروبوليس" البرازيلية يرجع إلى العصر الروماني خرجت من مصر عام 1976 بصحبة سائح برازيلي الجنسية كان قد اشتراها من مصر، وبعد وفاته أبدت ابنته رغبتها في إعادة القطعة إلى مصر تنفيذها لوصية والدها، وتواصلت الابنة ووالدتها مع السفارة المصرية بالبرازيل. كما نجحت الوزارة في استرداد 7 قطع أثرية من انجلترا تتنوع بين أطباق الفخارية وقطع حجرية وبرديتين وتمثال من الفيانس، بالإضافة إلى قطعة من الحجر الجيري سجلت عليها كتابات هيروغليفية في صفوف رأسية. وتمت استعادة الجزء العلوي لتمثال يمثل أحد نبلاء الأسرة السادسة والعشرين، كان قد تم تهريبه إلى بلجيكا بعد أن نهب ضمن مسروقات المتحف المصري بالتحرير يوم الثامن والعشرين من يناير المعروف إعلاميا بجمعة الغضب، في حين استعادت الوزارة قطعة أثرية عبارة عن رأس أسد مصنوعة من الرخام تم رصدها بألمانيا، إلى جانب 7 قطع أثرية أخرى تمت استعادتها بعد أن رصدت بإنجلترا. وأسفرت المساعي الدولية لوزارة الآثار بالتعاون مع الخارجية المصرية في وقف بيع 390 قطعة أثرية تم رصدها حول العالم تمهيدا لاستعادتها، من بينها ثمان لوحات أثرية خشبية تم التحفظ عليها بمخزن صالة "بونهامز" للمزادات بالعاصمة البريطانية لندن، بعد أن نجحت الوزارة في إثبات أن القطع من ضمن مسروقات قبة الخلفاء العباسيين بالسيدة نفيسة والتي تعود إلي عام 1243 م. كما تم إيقاف بيع قطعتين أثريتين من مسروقات المخزن المتحفي بالقنطرة شرق رصدتا في إنجلترا، تصوران أجزاء من الجسم البشري، إلى جانب نجاح الوزارة في وقف بيع 6 قطع أثرية تم رصدها بصالة مزادات "كريستي" بإنجلترا، ثبت أنها من مسروقات معبد أمنحتب الثالث بالبر الغربي بالأقصر. وسارعت وزارة الدولة لشئون الآثار بتحرك دولي فور رصدها وجود أثار مصرية معروضة بقاعتي مزادات بمدينة القدس تعرف أحداهما باسم عريضة، وخاطبت الخارجية المصرية على الفور للتنسيق مع السفارة المصرية بتل أبيب، حتى نجحت المساعي في وقف بيع 126 قطعة أثرية مصرية تم التأكد من أثريتها. كما تمكنت وزارة الدولة لشئون الآثار من وقف بيع عدد من القطع الأثرية كانت معروضة للبيع عبر موقع "إي باي"، لحين فحص القطع المعروضة للتأكد من أثريتها وفحص أوراق الملكية الخاصة بها وقانونية خروجها من الأراضي المصرية، تمهيدا لاسترداد القطع التي تثبت أثريتها وخروجها بطرق غير مشروعة. كما رصدت إدارة الآثار المستردة 90 قطعة أثرية كان يروج لبيعها بصالة مزادات عريضة بإسرائيل، نجحت الوزارة في وقف بيعها بالتعاون مع الخارجية والسفارة المصرية في تل أبيب إلى حين اتخاذ الإجراءات اللازمة من أجل إثبات أحقية مصر في استعادتها، هذا إلى جانب قطعتين خشبيتين من غطاء لتابوت أثري تم رصدها بإحدى الصالات بتل أبيب بإسرائيل. وفي مطار شارل ديجول بفرنسا، تم التحفظ على 233 قطعة أثرية، تبذل الوزارة كافة مساعيها الدولية لإثبات أحقية مصر في استعادتها، في حين نجحت الوزارة في انتزاع حكم قضائي من إحدى المحاكم الدانماركية يقضي بأحقية مصر في استرداد ثمان حشوات خشبية تعود إلي العصر الإسلامي، كانت قد تم سرقتها عام 2008 من المنبر الخشبي الخاص بمسجد جانم البهلوان. كما تبذل الوزارة كافة مساعيها الدولية لاسترداد لوحة من الحجر الجيري المعروفة بلوحة العطور السبعة والتي تم رصدها بسويسرا، ويأتي ضمن مسروقات مقبرة أنومين بسقارة. وفي مجال تسجيل الآثار، قامت الوزارة بتسجيل دار كسوة الكعبة بحى الجمالية بالقاهرة في عداد الآثار الإسلامية والقبطية، للقيمة التاريخية والروحانية للدار التي ارتبطت بالكعبة المشرفة في الثاني من سبتمبر 2013، وتسجيل قصر رأس التين بالإسكندرية في عداد الآثار الإسلامية والقبطية لأهمية القصر من الناحية المعمارية والتاريخية وما يتضمنه من عناصر فنية وزخرفيه في الخامس من سبتمبر 2013.