فى 1 يناير 1919، ولد الأديب الكبير إحسان عبد القدوس فى أسرة أدبية وفنية عريقة فكانت أمه السيدة روز اليوسف واسمها الحقيقى فاطمة اليوسف صاحبة مؤسسة مجلة روز اليوسف ومجلة صباح الخير،أما والده محمد عبد القدوس فقد كان ممثلا ومؤلفا. إحسان عبد القدوس أحد أشهر كتاب القصة والرواية وصاحب نقلة نوعية متميزة فى الرواية العربية، إذ نجح فى الخروج من المحلية إلى حيز العالمية وترجمت معظم رواياته إلى لغات أجنبية متعددة، وشارك بإسهامات بارزة فى المجلس الأعلى للصحافة ومؤسسة السينما، بعد نجيب محفوظ، ويعتبر إحسان من أوائل الروائيين العرب الذين تناولوا فى قصصهم الحب وتحولت أغلب قصصه إلى أفلام سينمائية. عبد القدوس كتب 49 رواية تم تحويلها إلى نصوص للأفلام و5 روايات تم تحويلها إلى نصوص مسرحية و9 روايات أصبحت مسلسلات إذاعية و10 روايات تم تحويلها إلى مسلسلات تليفزيونية إضافة إلى 65 كتابا من رواياته ترجمت إلى الإنجليزية والفرنسية والأوكرانية والصينية والألمانية. ودرس إحسان فى مدرسة خليل آغا بالقاهرة عام 1927، ثم انتقل لمدرسة فؤاد الأول بالقاهرة عام 1932، ثم التحق بكلية الحقوق بجامعة القاهرة. وتخرج إحسان من كلية الحقوق عام 1942م وفشل أن يكون محامياً ويتحدث عن فشله هذا فيقول "كنت محامياً فاشلاً لا أجيد المناقشة والحوار وكنت أدارى فشلى فى المحكمة إما بالصراخ والمشاجرة مع القضاة، وإما بالمزاح والنكت وهو أمر أفقدنى تعاطف القضاة، بحيث ودعت أحلامى فى أن أكون محامياً لامعاً". وتولى إحسان رئاسة تحرير مجلة روز اليوسف، وكانت لإحسان مقالات سياسية تعرض للسجن والمعتقلات بسببها، ومن أهم القضايا التى طرحها قضية الأسلحة الفاسدة التى نبهت الرأى العام إلى خطورة الوضع، وقد تعرض إحسان للاغتيال عدة مرات، كما سجن بعد الثورة مرتين فى السجن الحربى وأصدرت مراكز القوى قراراً بإعدامه. حاز إحسان على العديد من الجوائز منها وسام الاستحقاق من الدرجة الأولى والتى منحها له الزعيم جمال عبد الناصر، ووسام الجمهورية من الرئيس المخلوع حسنى مبارك،وجائزة الدولة التقديرية فى الآداب عام 1989. كما حصل على الجائزة الأولى عن روايته "دمى ودموعى وابتساماتى" عام 1973،وجائزة أحسن قصة فيلم عن روايته "الرصاصة لا تزال فى جيبى". ومن مؤلفاته لن أعيش فى جلباب أبى، يا عزيزى كلنا لصوص، رائحة الورد وأنف لا تشم، الحياة فوق الضباب، أنف وثلاث عيون، النساء لهن أسنان بيضاء. في بيتنا رجل 1985 من أفلامه "أبى فوق الشجرة، النظارة السوداء، فى بيتنا رجل، أيام فى الحلال، الخيط الرفيع، وغيرها الكثير. ورحل إحسان عبد القدوس عن عالمنا 12 يناير 1990 ولكنه ترك لنا العديد من الكنوز لإضاءة العقول ونشر الثقافة بمعناها الراقى وأسلوبه السهل .